- أحمد .. أوحشتنى كتاباتك
- آخر مقال كتبته أول أمس، على الموقع نزل
- لا أنت تعرف .. أوحشتنى تدويناتك .. تلك الروح التى كانت تسرى فى البيارق، وأوائل التدوينات على الفيس بوك: عندما كنت تكتب لنفسك، وليس للناس، للمتابعين، لعشرات الآلاف منهم
.............
آخر تدوينة كتبتها هنا منذ أكثر من عامين، ربما آخر تدوينة حقيقية كتبتها هنا دون أن اضطر لكتابتها مرة ثانية على "الفيسبوك" حيث التفاعل والصخب يعود تاريخها لعام 2010، أتذكر الآن كيف بدأت تلك التدوينات، كانت بالنسبة لى مدونة "مطبات" لمحمد رفعت شىء كالمعجزة، أن أكتب ويقرأ لى الناس ويعلقون، يا لها من معجزة، بعد شهرين قررت أن أطلق مدونتى، قررت أن أطلقها فى يوم الشجن العالمى الخاص بى، 10/6 .. الذى وافق هذه المرة أن أتم فيه عامى العشرين، كتبت لأول مرة "عندى عشرون" وكانت ولا زالت التدوينة التى أعرف بها، حتى أن كتابى الأول تجد أن أى شاب عشرينى يمر على هذه الكلمات فلا يملك سوى أن يقتبس منها على صفحته، لكن كانت صرخاتى الخاصة التى وددت إطلاقها فى الفضاء غير مبال بمن سمع أو لم يسمع !
الحياة هنا كانت مختلفة، كانت جميلة، كل منا يدخل إلى مدونته مرتين أو ثلاث مرات فى الأسبوع، يتأنق فى وضع الصور التى تزينها، أبيات الشعر التى تعبر عنه، روابط الموسيقى التى يحبها، يكتب كل أسبوع أو شهر تدوينة، ينمقها على مدار أيام طوال، ينشرها وكله شغف أن يجد تعليق أو اثنين، وعندما يجد التعليقات تقفز فوق العشر يفرح، يتابع الكلمات الرقيقة والجادة التى تعلق على نصه المحبب إلى نفسه، و ... أرانى قد تهت عن الموضوع الأساسى الذى أعادنى هنا، وظننت أنى أكتب مرة ثانية إلى الجماهير، تبا!
عدت هنا من أجلك، من أجل أن أكتب لك دون الناس ولا أبالى أشعروا بالأمر أم لا، جئت هنا ومنذ اللحظة الأولى التى بدأت أكتب فيها وفمى يصنع معزوفة قديمة يدندنا فى سلوك كدت أنساه، أشعر أن هذه الصفحة ليست مجرد وسيطا، وإنما كأنها روح، روح تتلبثنى، روح تختزل جزءا هاما من تارخى، اليوم وأنا أكتب عليها من جديد، كأنما أحكى لها حكايات جديدة، أنت التى سمعت تلك الأقاصيص والتى عرفتُ الآن أنها كانت صغيرة وزائلة، تعالى يا صغيرتى أقص عليك القصص القصص، تعالى أخبرك بالحواديت الطويلة التى لا أحصيها عن تلك الفتاة ..
نعم تعرفين لقد وجدتها أخيرا، ربما أخبرتك متأخرا لكننى كل هذا لم أكن قد أفقت من السكرة بعد، ولم أفق حتى الآن، لكننى تذكرت أن أحكى لك عندما عرفت أن فتاتى تحب كلماتى التى أحكيها لك .. هنا
فتاتى .. تريدين أن أحكى عنها، وكيف يحكى الإنسان عن ما لم يحط به، كنت أحكى قديما لأن الصورة التى أحكى عنها كانت محدودة، كان ألمى أو فرحى أو رحلاتى أو أحلامى كلها ماثلة فى أطر تحدها الحروف والكلمات، بل وتبالغ فبعد أن تحدها تضفى عليها ما تضفيه، أما الآن فصورتها لا أكاد أحيط بها .. أبدا أبدا
لم تنته أسماء - هذا اسم فتاتى - من إبهارى بما هى عليه بعد، فى كل يوم أقابلها فيه أدرك معنى جديدا من معانى الجمال لها تجعلنى أرجع عن قول قديم كنت زورته لها، لا اليوم هى أجمل من الأمس، على أن أقول فوق الذى ظننته، كل ساعة أنظر لها فيها وتقع عيناى على عينيها أقول مرة هامسا ومرة صارخا، من أين لك بهاتين العينين، هل أنت أنت من قابلتها الأسبوع الماضى وأقابلها منذ زمن، ولم تسرى تل الرعشة فى جسدى عندما أراك مثلما سرت أول مرة .. لماذا يا ترى ؟
حسنا لقد حاولت أن أكتب كالماضى، ولكنى فشلت، لم يكن قلمى ساعتها يحتبس أو يخجل أو يحار كما هو الآن، ترى ما الذى أبدأ به، دائما تكون العينان موضعا مناسبا للمبتدى والمنتهى على السواء، لكن عينيى أسماء هى موضوع للتيه، إن دخلته لن أخرج، وإن خرجت منه سأطلب العودة، ولا مفر !
ليس فقط لأنها تجمع لونى الشروق والغروب، ليس فقط لأنها باللون الذى أهيم به دائما، لون التاريخ والبيوت والأسفار، على معنييها، أسفار الناس فى الصحارى على الجمال، وأسفار الكتاب بورقها القديم، كل ذلك يشعرنى أن عيناها ليست إلا دواة قديمة لحبر معتق أكتب به من الأحلام والأيام ما شاء الله لى أن أكتب، فقط عندما تتوقف الشمس عن المغيب، سيتوقف افتتانى بعينى أسماء
آه .. وكل ما فى أسماء حسن، تعرفون لم، لأن الجمال دائما يكمن فى التفاصيل، وأسماء مولعة بها، مولعة بالمنمنمات، بالأقصوصات، بالأطفال الصغيرة، والحكايا الصغيرة، بنقوش حناء النساء، بزخرفات قباب سمرقند، مولعة بالحلوى الصغيرة، بروائح البخور والعطور والبهارات، معلقة بكل الأشياء الجميلة .. الصغيرة مثلها
نعم مثلها، مثل قلبها الطفل الذى لا أظنه قد كبر أو رأى من أهوال الدنيا فى يوم من الأيام أبدا، تظن أنها عندما تغضب منك أن قديمها ستدبان فى الأرض وشفتيها تلتويان حتى تصالحها كالأطفال الصغار، وتظن أنها عندما تفرح أنها ستتعلق برقبتك وتقبلك على وجنتك قبلة طفلة فى يوم عيد ..
تأخذ أجمل ما فى الأطفال : البراءة، وتترك أثقل ما فيهم : قلة العقل، فهى عندما يحزب الأمر تراها بعدما كانت صغيرة ناعسة بين يديك - تراها وقد تبدلت وكبرت فجأة كبرت بحيث تستطيع أن تفرد ذراعيها فتسد كل عين تصوب نحوك، وتجد نفسك مختبأ خلف ظلها كطفل يحتمى بأمه ممن يريدون أن يعبثوا به .. كقطة وادعة كشرت عن نابها وبرز مخلبها عندما شعرت بخطر على صغير لها
تعجب كيف يكون هذا وذاك فى امرأة واحدة، لا فلبرما هذا هو الأصل عندها أنها تجمع بين كل جميلين وإن كانا من عالمين مختلفين، فهى حولة الضحك عذبة الدمع، وهى رقيقة الانكسار قوية الصمود، وهى زاهدة العيش مفعمة بالحياة .. هى من هى .. هى أسماء .. هنا ابتدى الحكى عنها، وهنا لن ينتهى أبدا ..
أسماء .. أنا أحبك ..
- آخر مقال كتبته أول أمس، على الموقع نزل
- لا أنت تعرف .. أوحشتنى تدويناتك .. تلك الروح التى كانت تسرى فى البيارق، وأوائل التدوينات على الفيس بوك: عندما كنت تكتب لنفسك، وليس للناس، للمتابعين، لعشرات الآلاف منهم
.............
آخر تدوينة كتبتها هنا منذ أكثر من عامين، ربما آخر تدوينة حقيقية كتبتها هنا دون أن اضطر لكتابتها مرة ثانية على "الفيسبوك" حيث التفاعل والصخب يعود تاريخها لعام 2010، أتذكر الآن كيف بدأت تلك التدوينات، كانت بالنسبة لى مدونة "مطبات" لمحمد رفعت شىء كالمعجزة، أن أكتب ويقرأ لى الناس ويعلقون، يا لها من معجزة، بعد شهرين قررت أن أطلق مدونتى، قررت أن أطلقها فى يوم الشجن العالمى الخاص بى، 10/6 .. الذى وافق هذه المرة أن أتم فيه عامى العشرين، كتبت لأول مرة "عندى عشرون" وكانت ولا زالت التدوينة التى أعرف بها، حتى أن كتابى الأول تجد أن أى شاب عشرينى يمر على هذه الكلمات فلا يملك سوى أن يقتبس منها على صفحته، لكن كانت صرخاتى الخاصة التى وددت إطلاقها فى الفضاء غير مبال بمن سمع أو لم يسمع !
الحياة هنا كانت مختلفة، كانت جميلة، كل منا يدخل إلى مدونته مرتين أو ثلاث مرات فى الأسبوع، يتأنق فى وضع الصور التى تزينها، أبيات الشعر التى تعبر عنه، روابط الموسيقى التى يحبها، يكتب كل أسبوع أو شهر تدوينة، ينمقها على مدار أيام طوال، ينشرها وكله شغف أن يجد تعليق أو اثنين، وعندما يجد التعليقات تقفز فوق العشر يفرح، يتابع الكلمات الرقيقة والجادة التى تعلق على نصه المحبب إلى نفسه، و ... أرانى قد تهت عن الموضوع الأساسى الذى أعادنى هنا، وظننت أنى أكتب مرة ثانية إلى الجماهير، تبا!
عدت هنا من أجلك، من أجل أن أكتب لك دون الناس ولا أبالى أشعروا بالأمر أم لا، جئت هنا ومنذ اللحظة الأولى التى بدأت أكتب فيها وفمى يصنع معزوفة قديمة يدندنا فى سلوك كدت أنساه، أشعر أن هذه الصفحة ليست مجرد وسيطا، وإنما كأنها روح، روح تتلبثنى، روح تختزل جزءا هاما من تارخى، اليوم وأنا أكتب عليها من جديد، كأنما أحكى لها حكايات جديدة، أنت التى سمعت تلك الأقاصيص والتى عرفتُ الآن أنها كانت صغيرة وزائلة، تعالى يا صغيرتى أقص عليك القصص القصص، تعالى أخبرك بالحواديت الطويلة التى لا أحصيها عن تلك الفتاة ..
نعم تعرفين لقد وجدتها أخيرا، ربما أخبرتك متأخرا لكننى كل هذا لم أكن قد أفقت من السكرة بعد، ولم أفق حتى الآن، لكننى تذكرت أن أحكى لك عندما عرفت أن فتاتى تحب كلماتى التى أحكيها لك .. هنا
فتاتى .. تريدين أن أحكى عنها، وكيف يحكى الإنسان عن ما لم يحط به، كنت أحكى قديما لأن الصورة التى أحكى عنها كانت محدودة، كان ألمى أو فرحى أو رحلاتى أو أحلامى كلها ماثلة فى أطر تحدها الحروف والكلمات، بل وتبالغ فبعد أن تحدها تضفى عليها ما تضفيه، أما الآن فصورتها لا أكاد أحيط بها .. أبدا أبدا
لم تنته أسماء - هذا اسم فتاتى - من إبهارى بما هى عليه بعد، فى كل يوم أقابلها فيه أدرك معنى جديدا من معانى الجمال لها تجعلنى أرجع عن قول قديم كنت زورته لها، لا اليوم هى أجمل من الأمس، على أن أقول فوق الذى ظننته، كل ساعة أنظر لها فيها وتقع عيناى على عينيها أقول مرة هامسا ومرة صارخا، من أين لك بهاتين العينين، هل أنت أنت من قابلتها الأسبوع الماضى وأقابلها منذ زمن، ولم تسرى تل الرعشة فى جسدى عندما أراك مثلما سرت أول مرة .. لماذا يا ترى ؟
حسنا لقد حاولت أن أكتب كالماضى، ولكنى فشلت، لم يكن قلمى ساعتها يحتبس أو يخجل أو يحار كما هو الآن، ترى ما الذى أبدأ به، دائما تكون العينان موضعا مناسبا للمبتدى والمنتهى على السواء، لكن عينيى أسماء هى موضوع للتيه، إن دخلته لن أخرج، وإن خرجت منه سأطلب العودة، ولا مفر !
ليس فقط لأنها تجمع لونى الشروق والغروب، ليس فقط لأنها باللون الذى أهيم به دائما، لون التاريخ والبيوت والأسفار، على معنييها، أسفار الناس فى الصحارى على الجمال، وأسفار الكتاب بورقها القديم، كل ذلك يشعرنى أن عيناها ليست إلا دواة قديمة لحبر معتق أكتب به من الأحلام والأيام ما شاء الله لى أن أكتب، فقط عندما تتوقف الشمس عن المغيب، سيتوقف افتتانى بعينى أسماء
آه .. وكل ما فى أسماء حسن، تعرفون لم، لأن الجمال دائما يكمن فى التفاصيل، وأسماء مولعة بها، مولعة بالمنمنمات، بالأقصوصات، بالأطفال الصغيرة، والحكايا الصغيرة، بنقوش حناء النساء، بزخرفات قباب سمرقند، مولعة بالحلوى الصغيرة، بروائح البخور والعطور والبهارات، معلقة بكل الأشياء الجميلة .. الصغيرة مثلها
نعم مثلها، مثل قلبها الطفل الذى لا أظنه قد كبر أو رأى من أهوال الدنيا فى يوم من الأيام أبدا، تظن أنها عندما تغضب منك أن قديمها ستدبان فى الأرض وشفتيها تلتويان حتى تصالحها كالأطفال الصغار، وتظن أنها عندما تفرح أنها ستتعلق برقبتك وتقبلك على وجنتك قبلة طفلة فى يوم عيد ..
تأخذ أجمل ما فى الأطفال : البراءة، وتترك أثقل ما فيهم : قلة العقل، فهى عندما يحزب الأمر تراها بعدما كانت صغيرة ناعسة بين يديك - تراها وقد تبدلت وكبرت فجأة كبرت بحيث تستطيع أن تفرد ذراعيها فتسد كل عين تصوب نحوك، وتجد نفسك مختبأ خلف ظلها كطفل يحتمى بأمه ممن يريدون أن يعبثوا به .. كقطة وادعة كشرت عن نابها وبرز مخلبها عندما شعرت بخطر على صغير لها
تعجب كيف يكون هذا وذاك فى امرأة واحدة، لا فلبرما هذا هو الأصل عندها أنها تجمع بين كل جميلين وإن كانا من عالمين مختلفين، فهى حولة الضحك عذبة الدمع، وهى رقيقة الانكسار قوية الصمود، وهى زاهدة العيش مفعمة بالحياة .. هى من هى .. هى أسماء .. هنا ابتدى الحكى عنها، وهنا لن ينتهى أبدا ..
أسماء .. أنا أحبك ..