26‏/5‏/2008

أبجد .. وأربعة أعوام من الثورة


لم يكن حصاد أربعة أعوام من ثورتى كحصاد أربع سنين من قسيمها الحب ، فإذا كان الأخير لم يخلف إلا نظرية ، تفتقر إلى التطبيق ، ولم تترك إلا نبتة تحتاج إلى عون السماء مطرا كى تشتد على عودها .. كى تزهر كى تثمر ، فإن الثورة .. ثورة ، ترفض تنظيرا بلا تطبيق ، تتأبى على خنق المحابر لها فى أعناق الأقلام ، حتى إذا ضاقت بها دفنتها بين أوراق فاتر بياضها كما الأكفان .


هذه الثورة قد تلونت وتشكلت عبر ممارسات فى أربعة أعوام جامعية ، وهى نموذج وضعته نصب عينى منذ بداية الطريق ، فالجامعة هى النواة المنوط بنا التغيير فيها ، إن نجحنا نجحنا فى الدوائر الأوسع خارجها ، فمعظم المعطيات الخارجية لها ممثل فى الجامعة بالحجم المناسب للطالب الذى يمثل المواطن العادى خارجها .


فهنا أمن الجامعة كما أن هناك أمن الدولة ، وهنا إدارة الكليات ، كما أن هناك الحكومة ، وهنا طلاب الاتحاد كما أن هناك أعضاء مجلس الشعب ، وهنا الأساتذة كما أن هناك النخبة ، وهنا أيضا معظم قوى المعارضة وعلى رأسهم الإخوان أساتذة وطلابا ، وهنا ألوف مؤلفة من الطلاب السلبيين ، كما الملايين المملينة من المواطنين الانهزاميين ، ومطالب أنت وسط كل هذا أن تثبت ما تدعيه من نظريات فى الإصلاح وسط كل هذه القوى والتكتلات ، كى تقنع نفسك على الأقل بأنك قادر على تحقيق هذا خارج أسوار الجامعة .


عضو مضطهد فى جماعة ( الصحافة ) تابعة للنشاط الثقافى التابع للاتحاد فى العام الأول ، ثم نائب مقرر جماعة أكبر منها بقليل ( جماعة الإلقاء ) ، ثم ممثل لرابطة طلاب العمل الإسلامى ( حزب العمل ) ، ثم مفصول من الكلية أسبوعا ومجرد من كل الحقوق فى ممارسة النشاط ( لمدة عام )، ثم رئيس تحرير مجلة حائط ( المنبر ) تصدر بتوقيعات رمزية فى العام الثانى ، ثم مؤسس ومنظم لواحدة من أكبر أسر الكلية ( فرسان النور ) من الباطن فى العام الثالث ، ثم رئيس لأكبر نشاط طلابى فى الكلية ( أبجد ) يعمل به عشرات الطلاب وينفق عليه آلاف الجنيهات ، ويخصص له المكاتب والقاعات بالكلية ، ويستقطب الأساتذة والوكلاء والعميد الحالى والعمداء السابقين إليه .


هذه هى مراحل هذا الصراع ، ولكن يبقى ما خلف الكواليس ، يبقى التنظير لكل هذا العمل ، عله يفيد من بعدى فى خطى التمكين للأفكار فى الجامعة ، وبما أننى أجلت التنظير للحب ، فإنى آسفا مضطر إلى تأجيل هذه التدوينة أيضا إلى حين

فكونوا بانتظاريهما .. بعد الحادى والعشرين بإذن الله

وأعتذر عن هذا التأخير

6‏/5‏/2008

للحب أنظـِّر


كأى مراهق مصرى اقتحمت بكارة مشاعره أفلام نادية لطفى وعبد الحليم حافظ ، ورشدى أباظة وسعاد حسنى ، وإن كان لا يراها فى بيته إلا خلسة ، فهى فى كل مكان مبذولة غير بعيدة عنه ، تتجدد القصة فى كل رواية وفى كل فيلم ، وما مظاهر جدتها إلا تبدل الأسماء .

كأى تلميذ إعدادى وثانوى هتكت أستار سمعه أغانى عمر دياب وإيهاب توفيق يسمعها يوميا - على الأقل فى كل مواصلة تقله من أو إلى المدرسة ، وهى أغان لا يزيد معجمها الشعرى فى أكثر من جيل على كلمات معدودة تدور حول ( حب - عشق - غرام - وتعالى - وحشنى ) !


كأى مسلم ملتزم نشأ فى بيئة ( سلفية كانت أو إخوانية ) تكتفى بالدفاع بدلا من الهجوم ، وبالتحذير من المحظور ومنعه ، بدلا من خلق المرغوب وندبه ، ولا تقاوم كل هذا ( المرئى والمسموع من المراهق ) إلا بأن غض البصر مطلوب ، وبأن الحب ممنوع ، إن لم يكن حراما فى أحد القولين ، أو ليس له وجود ، ومحض أكاذيب و( قلة أدب ) على أسوء الافتراضات .

بهذه الازدواجية نشأت كأى شاب مسلم ملتزم مصرى ، أنطلق - مما لقنت به عن تلك المشاعر - بين زملائى واعظا فيهم أنكم قوم تجهلون ، وأن الحب الحقيقى هو حب الله ، وحب رسوله ، وحب إخوتك فى الله ، و.. وفقط ، ثم يصيح ساخر : وحب الزوجة يا شيخ ، فاتحشم مجيبا ، بالطبع عندما يكون لك زوجة .



وكان التبرير الأول والأخير بصناعة الحب الشيطانية هى النظرة المحرمة ، هى التطلع على مفاتن إن سترت ، فلن يكون هناك من تحبها ، لأنك ببساطة لاتحب ، بل تشتهى ، إلى أن جاء الوقت الذى انتابنى فيه ما رآه الفتى المراهق فى أفلام السينما المصرية من غير أن أخرج عن طريق الفتى الملتزم ، وهنا حدثت الأزمة ، وهنا تبدأ الحكاية منذ أربع سنوات تقريبا ، ولا تنتهى - مرحليا - إلا فى هذه الأيام ، إذ أنهى فترتى الجامعية ، حاصدا نبت البذرة الأولى التى دسستها على وجل فى التراب قبيل امتحانات الثانوية العامة ، وأنا الآن أراها نبتة يانعة صالحة ، لا أخجل منها ، وإن لم تكن أثمرت بعد .




قريبا ..

نظرية فى الحب ..

لا تعبر إلا عن صاحبها ..

ولكنها قد تصلح للمئات من أمثاله ..

وعلك تكون منهم ..
انتظرونا ...



وحتى لا تنتظروا طويلا ..
يمكنكم أن تقرأوا هذا حتى أعود