2‏/12‏/2007

كامب ديفيد .. أوسلو .. أنابوليس


يا قدسُ معذرةً ومثلي ليس يعتذرُ
مالي يدٌ في ما جرى فالأمرُ ما أمروا
وأنا ضعيف ليس لي أثر
عارٌ عليَّ السمع والبصرُ
وأنا بسيف الحرفِ أنتحرُ
وأنا اللهيب… وقادتي المطرُ
فمتى سأستعرُ ؟!
لو أن أرباب الحمى حجرُ
لحملت فأساً دونها القدرُ
هوجاء لا تبقي ولا تذرُ
لكنّما… أصنامنا بَشَرُ
الغدرُ منهم خائفٌ حذرُ
المكر يشكو الضعف أن مكروا
فالحرب أغنيةٌ يجنُّ بلحنها الوترُ
والسِلمُ مختصرُ
ساقٌ على ساقٍ
وأقداحٌ يُعَرشُ فوقها الخدَرُ
وموائد من حولها بقر
ويكون مؤتمرُ!!
هزي إليك بجذع مؤتمرٍيساقط حَوَلكَ الهذزُ
عاش اللهيب… ويسقط المطرُ...*
------------------------------------
التدوينة القادمة - بإذن الله - عن محطات البيع العربي لفلسطين
( كامب ديفيد - أوسلو - أنابوليس - .... )
وما زال القطار يسير فوق مئات من أجساد شعوبنا مضرجة عجلاته بدماء الشرفاء منهم ..
قاطرته صهيو أمريكية وعرباته حكومات عربية ..
لا تعرف أن محطة الوصول هي ( الجحيم )
وقبل نهاية الرحلة لا تزال هناك الكثير من المحطات .. في انتظارنا
ولأن نرمي بأجسادنا تحت عجلات ذلك القطار
ولا نعتلي عرباته أبدا
* أحمد مطر

3‏/10‏/2007

حـالة حــب

جف مداد القلم في حلقه بعد أسطر قليلة من شروعه في مبحث " الحب كعرف بديل " بعدما أحس بوطئته على عقول الناس وأفهامهم .. فتح النافذة قليلا ليتنسم هواء نقيا ، عله يخفف من سخونة الأفكار في عقله ، فثورة القلب تكاد تقضي على منهجية العقل ، وأبجديات البحث .

شعر بنسمات باردة قد أذنت بدخول فصل الشتاء .. لا يحب البرد .. ولا البرود ، إنه يشعر بالبرد حقا ، لكن جسده لا يرتعش .. جسده دافئ جدا .. أو قل ساخن جدا .. لن يستطيع أن يبيت الليلة بدون أن يكتب شيئا .. بدون أن ينطق شيئا ، لكن المشكلة من الذي سينطق من ، العقل أم القلب .. الثورة أم الحب .

بتر كل أحبال الفكر بنصل قرار واحد مفاجيء .. أغلق النافذة .. فتح حقيبة السفر.. وضع فيها زاد ليلة .. وانطلق إليه ..

وفي عالم الأسفار كل حس من عقاله ينفك ، وكل دمعة من مآقيها تنحدر .. ، كانت بقية من خيوط النهار ما زالت عالقة بالأفق ترسم على وجوه الناس ضوء باهتا لا حرارة فيه ، ينعكس الضوء على أجساد لا روح فيها ، أجساد تتناثر على رصيف المحطة .. تبطء وتهرول .. تعلوا وتهبط .. تنزل وتركب ، ولكنها في كل حال تحمل نفوسا متشابهة قد تنكرت معنى الحياة الأول .
وبعد أن أخذ مقعده ، وانطلق ذلك الصوت المألوف الذي قد يعني لكل الناس أن أجسادهم على وشك الانتقال من مكان لمكان ، فإن صوت صافرة القطار المتهدل الحنيني ، الذي بدا وكأنه لكروان يصدح عند الغروب - لا يعني له سوى انتقال روحه من زمان إلى زمان .. زمان تهرب روحه إليه دائما لتتذكر معاني الحياة الأولى .. وفي هذه المرة هو لا يسبح إلا إلى ذاك المعني الذي يحس بدفئه بين جوانحه .. وإن كانت الثلوج تتساقط عليه من كل حي وشيء حوله ..

يتذكر كيف كان - هذا المعنى - دفين دوواين الشعر متى أنشد طرب له الناس ، ومتى مورس ثار عليه الناس ووأدوه حتى جاء من يخرج هذا السجين إلى الحياة ، حتى جاء من يعلنه حالة علنية بين أمته رجالا ونساء ، شيبا وشبانا ، حتى جاء من لم يرض من صاحب جالس في مجلسه يوما أن يخبره بمشاعره تجاه أخ له بعبارة عابرة ، قد تذهب في دفائن النفوس .. ولكنه ينتبه .. وينبهه .. وينبه من بعده " أأعلمتنه " ... " اذهب فأعلمه " ، أشهد الناس ومن قبلهم أشهد الله ، أنك تحبه ، فإن خالقك في الملأ الأعلى وضع الحب " حالة " يعلنها على ملئه ، إن خالقك عندما يحبك أو يحبه ( أي عبد من عباده ) ، ينادي على جبريل ويشهده ، وينادي جبريل على الملائكة ويشهدها ، وينادي الملائكة على أهل الأرض ويشهدوهم .. ، أليس لك في سنة الحب الرباني أسوة ، اذهب أيها الصحابي وأعلم أخاك ، وليشهدك أخوك الآخر ، فيعلم أخاه ، وليكون الحب - كما أراد النبي - بينكم حالة .

تأتي المحطة تلو المحطة ويختفي نور الدنيا أمام أعين الناس لحظة بعد لحظة .. ويزداد نور نفسه ومضة بعد ومضة .. وإن كان يتذكره - ذلك الذي انطلق إله في رحلته - ويتذكر حبه له ، ويتذكر من خلاله أجيال من صحابة وتابعين أحباء ومحبين ، ويريد أن يسمو بحبهما إلى الحالة التي ارتضاها الرب في السماوات ، وصاغها نبيه في الأرض .. فإنه أيضا يتذكرها ، ويتذكر معها أول من نطق بذلك الاسم في موقف هو الأول من نوعه على مر التاريخ ...

" عائشة " .. هو اسم امرأة ؟ ، نعم اسم امرأة بالتأكيد ، لكن هذه الكلمة هي أيضا إجابة عن سؤال من أطهر مخلوق نطق هذا الاسم ، وعلى أي سؤال ! ، على سؤال من أصعب الأسئلة التي يقف أمامها رجالات الزمان يتفلسفون ويتحيرون شعراء وناثرين ، جهالا ومصلحين ، علماء وفنانين ، لم يفكروا يوما أن يردوا كما رد خاتم المرسلين .

نعم رد النبي على سؤال سائله عن حبيبه الأول فقال اسم هذه الحبيبة ، ولم يقل رجلا ، ولم يقل حتى زوجتي ، بل سماها من غير شعور بأي حرج من مثل من كان في مكانته بين قومه ومجتمعه ، ولم يقل حتى في مرحلة الحب التالية " ثم من " أبا بكر ، ولا صاحبي ، ولا حماي ، بل قال أبوها .. ولو كان غيره قالها لاتهمناه بضعف العقل وخفة القلب ، ورقة الحال ، بأبي أنت وأمي يارسول الله ، فإنه لا سيرٌ ، ولا مغازي ، ولا تاريخ قد سجل هذا الموقف من بعدك ، ولا أناس " علوا في الأرض أو سفلوا " قد خلدوا اسم حبيباتهم كما خلدت ، عذرا فإن ذاكرتي لا تتذكر الآن غير اسم " عائشة " ، لم يكن الحب من بعدك " حالة " .

أواه .. إنه وإن كانت ذاكرته لا تتذكر اسما من بعد " عائشة " فإن اسم حبيبته لا يفارق ذاكرته أصلا ، يتلوى به لسانه ، ولا يستطيع أن ينطقه ، إذا حاول مرة يخرسه من حوله ، سلقته الأبصار بألسنة حداد ، يقتلون أحرفه على أبواب شفتيه ، فيخاف عليها ، ويقضم دونها الأسنان ، ويضغط عليها الشفتان في حسرة وأسى .. ستطولان ، حتما ستطولان ، لأنه لم يعد ينتظر أن يفرج عن هذه الأحرف إنسان كمن سار على خطى " أول من أعلن الحب في المجتمع حالة " ، هذا الرجل الذي كان يتجول في مملكته ليرى حاجات الناس من أساسيات الحياة.. وما أساسيات الحياة عندنا إلا الغذاء والكساء ، ولكن حاجيات الناس عنده كانت تتعدى ذلك ..

حتى يسمع من خلف خيمة فتاة تشتكي .. تشتكي ! ، ليس جوعا ولا عطشا ، ولكن تشتكي كما يشتكي هو " حبا " فيكف عن متابعة التجوال ، ويدخل عليها ، " بالله أخبريني فيمن هذه الأبيات " ، تخاف لا تريد أن تبوح ، لكنه يصمم " بالله أخبريني " قالت هو فلان

" فلان " ؟ ، أأنت حرة أم أمة .

" لا أنا أمة سيدي " ، إذا أشتريك

نعم قد اشتريتك .. وأحررك .. وأزوجك منه ..

أقطع كل الفروق ، وأهدم كل الأسوار بينكما ، ولتغردي باسمه كما يحلو لك - ولا تخافي من ألا تنطقيه أمام أحد بعدي - في وضح النهار .. ولتعلني الحب " حالة " .

لن يجدي نفعا أن يجتر هذه الذكريات ، فلن يأتيه أبا بكر يوما ويحرره من رق المجتمع ، يعتقه في سبيل الله .. يعتقه في سبيل الحب .. يستحلفه بالله -كما استحلفها - أن يفرج عن هذه الأحرف التي ما تزال حبيسة من بعد " عائشة " ، ويعيش بها بين الناس ، ليعلن هو الآخر حبه " حالة " .

الطريق يكاد ينتهي ، وشريط الذكريات لم ينفد بعد ، ووجوه الناس المترائية أمامه على أضواء مصابيح الليل وهو ينظر إليها من نافذه القطار ليس فيها أي أمل من دفء ، ولا ينتظر منها شيء .. لا ينتظر من هذا المكان أي شيء ، وإنما مازال ينتظر من ذاك الزمان .. ينتظر من خليفة خليفة " أول من أعلن الحب حالة " ، أن يسمع عنه وعن حبيبته في يوم من الأيام ، فيرق لحاله .. أو - لا يدري - يثور لحاله ، فيتمنى كما تمنى من قبل لعروة وعفراء أن يحييه الله في زمانهما ليجمع بينهما .. ولكن هل يتمنى أحدهم هنا أن يجمع بين المحبين الأحياء المسلمين ، حتى يجمع بين المحبين الأموات وغير المسلمين أيضا ! ، ماذا سيقول ابن الخطاب لمن منع الحب من أن يكون حالة بين الأمة في هذا الزمان ؟ ..

وزفر زفرة أخيرة انطلق معها هذا الصفير الحزين ثانية ، إنه صوت نهاية الرحلة الذي بدا هذه المرة كصوت وحش كسير جريح يعوي في صحراء مظلمة ، وقد تخلف دونه سرب الوحوش .

نزل من المحطة ، وفي لحظات اختفت كل هذه الأشباح الباردة من حوله عندما دلف إلى طريق صغير يشرف على حقول ممتدة ، قد كان يبهجه منظرها ، لولا أن جيوش الليل قابعة في المكان تغطي كل شيء بالسواد .. خطوات قليلة ويقابل حبيبه ويبثه حبه .. ويبثه أيضا حرمانه ، خطوات قليلة يحاول أن يصبّر نفسه على قطعها ، يحاول أن يغني .. ينشد .. يحفظ مئات الأبيات لكنه لا يكاد يتذكر منها شيء ، نعم إنه يكاد ، أخذ يهمهم ويدندن ، وكأنها مقدمة موسيقية للغناء

ددن دن ددن دن دن ددن دن ددن ددن
ددن دَ ددن دن دن ددن دَ ددن دن

.. يحثه هذا اللحن على أن يتذكر من القصيد أشد ما يتذكر ما كان ينشده رأس التابعين .. لله درك ياشعبي وأنت تنشد للحب " حالة " ..
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى
فأنت وعير في الفلاة سواء

يتذكر أكثر ما يتذكر .. أول كلمات أنشدها إمام الأندلس في فتاته ( وهو ابن الخامسة عشر ) :
لا تلمها على النفار ومنع الـ * وصل ما هذا لها بنكير
هل يكون الهلال غير بعيد * وهل يكون الغزال غير نفور

لله درك يا ابن حزم إذا تتابع حبك ، وتقول " لا " ، لكل من يريد أن يحول بين حبك من أن يكون " حالة " :

وأستلِذُّ بلائي فيكَ يا أملي * ولست عنك مدى الأيام أنصرِفُ
إن قيل لي: تسلَّى عن مودته * فما جوابي إلا اللام والألف

ما زال يطرب .. ويتذكر أشد ما يتذكر .. نشيد شهيد القرآن ، حين يدوي صوته " أحبكِ " :

أحبك كالآمال إذ أنت مثلها * تذكّين في نفسي أعز مواهبي
أحبك من قلبي الذي أنت ملؤه * ومن كل إحساس بنفسي ذائبِ
أحبك إذ ترجين مني رعاية * وتهوين ساعات الحياة بجانب

لله درك يا سيد قطب عندما تغني لحبك الذي حبس عن أن يكون " حالة " وتنتظره حتى النهاية ..

أنا بانتظارك ما أبالي * رضي الهوى حكم الجمال
غيبي إذا أو فاحضري * أنا قانع في كل حال
أنا بانتظارك في الشرو * ق وفي الغروب وفي الزوال

أخذته نشوة الإنشاد حتى إنه ليرقص معه في الطرقات .. لا رقصة الطرب .. ولكن رقصة الطير مذبوحا من الألم .. وفجأة يقف أمام بيته .. تقف أنغامه .. يجمع أنفاسه .. تدق أنامله على باب بيته .. ينفتح الباب كالنتظر منذ زمن بعيد في شوق طويل
ليظهر له ذالك المحيا الجميل ، ذو الشعر الأليل الذي يكلل وجهه المستدير بدرا ، ويحيطه بلحية وضاءة ، لم تقصر ولم تطل ، والعينان الوارفتان حبا ، كظل واحة أفاء إليها بعد طول سفر في الفيافي .

- أبو عزام ( نادى بصوت طويل ) .

- صديقي ( في غمرة السعادة ونشوة المفاجئة ) ، حمدا على سلامتك ، وقبل أن ينطق كلمة أخرى ..

- أبو عزام ( في صوت و نظرة جمعوا كل معاني الطريق ) أحبك .. أحبك في مولاى ، أحبك أبا عزام .

يندفع جسداهما تسبقه الروحان في عناق محموم ينسيه برودة الطريق الطويل إليه في لحظة ، وكأنه غمس في الجنة لتوه من رحلة شاقة في الدنيا .

----------------------------------

بالطبع يعرف أبو عزام ما الذي أتى بحبيبه ، بالطبع يعرف كم الآلام التي تعتصرها عينه في صمت منذ أن جلسا في ذلك المكان المعهود بينهما ، ولكنه آثر أن يقطع صمته قائلا في شبه دعابة :

- هل ما زلت مصمما أن تكمم فاك دونها .
لم تستطع دعابته أن تنتزع من شفتيه إلا بسمة ساخرة ناقمة ، وانطلق في ألم يقول :

- لا ، أنا لم أكمم فمي يوما دونها ، ولكن لا أحد يستطيع أن يخرجه دونك ، أو قل لا أحد يستطيع أن يدفنه معي الآن دونك ، لقد تقطعت بي السبل دون أن أبوح به ، فلن يتحول بي الزمان ، ولن يجود على المكان ، لا أملك سوى أن أدفنه ، وأدفن معه كل الأوراق التي سطرها الأولون فيه ، ما حيلتي ، ما حيلتي ..

تنهد وهو على وشك أن يبدأ في مراسم الانتحاب ، وكأنه مشيع في جنازة قد برز النعش من أمامه .

ولكن صوت صاحبه يقطع عليه هذا المشهد الجنائزي

- انتظر .. حتما ستعيش حتما ستنعم يتلك الأحرف تتراقص على شفتيك .. حتما سنظل نثور حتى نعيده " حالة " كما كان ، ولكن إياك أن تدفنه ، وتدفنها معه الآن ..

- لا يا صديقي فأنا منذ بدأت لم أجد حتى من يعينني على هذه الـ " حالة " ، لم أجد يوما من يستنطقني اسمها ، لم أجد .. ، أنا أحببت .. وثرت لأحقق هذا الحب .. ولكن ضرام ثورتي - أسفا - لا يستمد وقوده إلا من حب ، فمن يعيرني حبه ، حتى أصل بثورتي إلى مبتغاها .. من ؟

لم يزل يسمعه وهو يتألم ، بل يهزي ، ويقول انتظر .. انتظر ، حتى تنبهت ووقفت عن حديثي ، فاستفاق من شروده ، وقال بقوة :

" انتظر " قالها وهو يمسك بيده زراعي ، ويستل باليد الأخرى ورقة من بين طياته ، آخذا بنفسه في نغم حزين يترنم :
دددن ددن
دددن ددن
دددن ددن دن دن ددن


هو ينتـظر
هي تنتــــــــــظر
وهج الحنين المستـــعر
والفارس الهمجي أجهده السفر
الخيـــل مجهدة .. تـُناثِـرُ خطـوها
وصهيلها المبحوح .. مجهول الخبــر
وهنــاك فـوق القمــة العليا حبيب ينتظـــر
لا الأرض تعلن سرها .. لا الغيم قد حضن المطر
فلترحل الأرض التي ما خلد العشاق فيها
غير ذكرى من غدر

هو ينتظر .. هي تنتظر
وهج الحنين المستعر
والفارس الهمجي أجهده السفر

الليل يسكن خافقي
والذكريات الهاربات .. ولا مفر
لمحات عينيك البريئة وهي ترحل داخل
.. لتدق ألحان الوتر
وقصائد العشق التي سطرتها
الورد .. دفتر شعره
ومداده .. ضوء القمر

هو ينتظر .. هي تنتظر
وهج الحنين المستعر
والفارس الهمجي أجهده السفر

هي ألبسته الحب تاجا من درر
هي ألهمته الشعر روحا فابتكر
هي أجمل الأوقات .. في زمن عبر
هي أركبته البحر دون قوارب
يخشي الغرق .. يخشى الخطر
ويراقب الشط البعيد المندثر
ويخايل الضوء الشفيف المنكسر
قد هدهد الأحلام .. في جوف السحر
أوَتجرح الأشواق ما يوما ستر !

هو ينتظر .. هي تنتظر
وهج الحنين المستعر

ونسائل الأيام أين المستقر ؟
الحكم ماذا ؟ الحكم ما قال القـــــدر
والآن بعد تساقط الأوراق من كف الشجر
والوقت يقطف ما تبقى من ثمر
هل ينتصر من ينتظر
وهج الحنين
المستعر


30‏/9‏/2007

الحتمية العمرية للزواج


بحث بدأت الإعداد له منذ فترة ليست بالقصيرة ، على أمل أن يكون أول ضربة بفأسي على أصنام المجتمع ، ولكن يبدو أن الصنم الذي كنت بصدده هذه المرة كان أقوى من ضربتي المتواضعة ، والتي قررت أن أضعها بين أيديكم علها تتقوى بمن هو أجدر مني على حمل الفأس .
البحث مكون من ثلاثة فصول ومقدمة ، بعنوان : بين التعقيد والتقعيد ( الحتمية العمرية في الزواج )
تتناول ماهية البحث ، والحقل المعرفي الذي ينتمي إليه ، لما لذلك من أهمية في فهم طريقة العرض


الفصل الأول : الظرف التاريخي

يخلص هذا الفصل إلى القول بأن السبب في تأخر سن الزواج للجنسين ثم اقترابه بينهما يرجع لاختلاف مؤهلات الزواج في الحاضر عن الماضي ، حيث استطاعت نظم التعليم المختلفة أن تربط الشاب حتى التخرج ، ثم يلزم منه أربع سنوات أخرى على الأقل لتكوين رأس مال الزواج ، أما الفتاة فتأخرت إلى التخرج فقط، وبما إن بعض الشباب استطاعوا أن يكسروا القيد ويجعلوا سنوات الدراسة ، هي أيضا سنوات تكوين رأس مال الزواج ، فإنهم يتأهلون للزواج في نفس السنة التي تتأهل فيها الفتيات اجتماعيا ، وهنا تبرز القضية ... التفاصيل


الفصل الثاني : مناقشة المشكلة

يهدف هذا الفصل إلى إبراء ذمم كل من ( الدين والعلم والتجارب) ، من تهمة التأصيل لمبدأ حتمية وجود فارق سني بين الزوج والزوجة ولو حتى من منطلق الأفضل والأحسن ، ويتم سوق الأدلة في كل مجال من مصادره الأصلية ، فأدلة الدين من الكتاب والسنة ، وأدلة العلم من علمي الاجتماع والنفس ، وأدلة التجارب من التاريخ البشري بعيده وقريبه ... التفاصيل


الفصل الثالث : العرف بين الصلاح والاصطلاح

يهدف هذا الفصل إلى تسليط الضوء على تعامل العرف مع هذه المسألة وشبيهاتها ، في محاولة لفهم كيف يتأثر المجتمع أو يؤثر في هذا العرف ، عارضا رأي الدين تجاه العرف ، ثم كيفية تطبق نظرية " ما يصلح عليه الناس ، وما يصطلح عليه الناس " في هذه المسألة بالذات ، ويختتم بمحاولة إيجاد عرف بديل له جذوره العميقة ، وله أيضا وجاهته الحضارية ، بالإضافة إلى واقعيته ... التفاصيل

16‏/9‏/2007

الإساءة مجددا

للعام الثاني على التوالي تطالعنا الصحافة والإعلام الغربي بالإسائة العلنية والمباشرة ، لشخص الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، العام الماضي كانت الدنمارك ، وتبعتها فرنسا ، وهذا العام السويد ، والتي لم تفتأ منذ أن نشرت نفس أفكار العام الماضي ، أن تردد لا يمكننا الاعتذار ، وعندما توهمت بعض الصحف نبرة الاعتذار على لسان دبلوماسييهم سواء في السعودية أو باكستان ، حتى سارعت الحكومة بنفي هذا الفهم الخاطيء ... لا لم ، ولن نعتذر ، نعم إننا آسفون ، آسفون حقا .. آسفون على عدم تقبل المسلمين الإسائة بروح حضارية ! هذا ما قالوه في تصريحاتهم فعلا

وبهذه المناسبة أحب أن أعيد نشر رسالة لي في أحداث العام الماضي ، تضع أيدينا على جانب خفى من الموضوع لم أر أحدا تكلم عنه قط
_______________________________________________________

لنعلم من أين نؤتى



في سبتمبر الماضي سمحت صحيفة " جيلاندز بوستن " الدنمركية بنشر 12 رسما كاريكاتوريا مسيئة للرسول " صلى الله عليه وسلم " ومن قبلها النرويج ، وعندما قامت الجالية المسلمة بالدنمارك باستنهاض العالم الإسلامي ، قامت بعض الدول الإسلامية بقطع علاقاتها الدبلوماسية ، وبعضها قام بمقاطعات اقتصادية رسمية ، أو شعبية ، والبعض لاذ بالصمت ، ولكن الحكومة الدنماركية استغاثت بدول الاتحاد الأوروبي ، التي أعلنت رفضها لتعامل دول العالم الإسلامي مع القضية التي يعتبرونها " حرية رأي " حتى أعيد نشر الصور في صحف دول أوربية أخرى مثل ألمانيا ، وفرنسا .

ونحن هنا نحاول تقييم موقف هذا العالم الغربي ، لا من منظور الشرع – فهو معلوم لكل مسلم غيور على دينه ونبيه ، ولكننا سنقيم أفعالهم ومواقفهم بمعايير مفكرين منهم وعلماء وسياسيين ، لهم ثقل لا يمكن تجاهله على كافة المستويات ، بداية من موقفهم من شخص رسول الله نفسه ، إلى رأيهم الأخلاقي والقانوني من دعوى " حرية الرأي " تطبيقا على مثل هذه الوقائع ، إلى موقفهم من سلاح المقاطعة الذي أزعجهم ، فقاموا بمهاجمته على الرغم من إعتماده عندهم في كافة الخلافات .



أولا : موقفهم من شخص النبي صلى الله عليه وسلم

يقول أديب فرنسا الشهير لامارتين ( La Martine ) معترفا بعظمة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ونجاحه منقطع النظير في مهمته الجليلة " إن إنسانا لم ينهض أبدا – متطوعا أو غير متطوع – لمثل هذا الهدف الأسمى ؛ لأن الهدف كان فوق طاقة البشر ، لقد كان تحطيم تلك الحواجز من الأوهام والأحلام – والكلام له – التي حالت بين الإنسان وخالقه ، والأخذ بيد الإنسان إلى عتبة ربه ، وتحقيق عقيدة التوحيد النقية المعقولة الساطعة ، في ضباب هذه الوثنية السائدة ، والآلهة المادية ، إنه لم يحمل إنسان مثل هذه المسئولية الضخمة ، والمهمة الجليلة العظيمة التي تخرج عن طوق البشر ، بمثل هذه الوسائل الضئيلة " .

إلى أن قال : " لقد كان إخضاع ثلثي العالم لهذه العقيدة الجديدة من مآثره بلا ريب ، ولكن الأصح أنه كان كان معجزة العقل ، لا معجزة فرد واحد ، إن الإعلان بعقيدة التوحيد في زمن كانت فيه الدنيا تحت وطأة أصنام لا حصر لها ، كانت معجزة مستقلة بذاتها ، وما لبث محمد أن أعلن هذه العقيدة أمام الملأ ، حتى أقفرت المعابد القديمة من عبادها ، فلا داع فيها ولا مجيب ، وتكهرب ثلث العالم بحرارة الإيمان "

أما جون دريبر ( John Draper ) في كتابه " تاريخ أوربا الفكري والعلمي " : " لقد اجتمعت في محمد من الخلال والصفات التي غيرت مصائر الشعوب والأمم ، والحكومات والدول ، إنه أكد على الحقائق الثابتة الدائمة ، بدلا من الخوض في بحوث ما وراء الطبيعة ، ونذر نفسه عن طريق العناية ، والأمر بالنظافة والطهرة والجد ، والصوم والصلاة ، لترقية الحياة الاجتماعية .

ويؤكد هذا الموقف المنصف من أدبائهم ومؤرخيهم وكتابهم ، أن توماس كاريل
( Thomas Cariyl ) قبل مائتي سنة اختار محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) من بين الأنبياء جميعا كبطل أعظم ، والآن في آخر القرن العشرين وضع مايكل هارت (Michael H.hart ) اسم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) برأس القائمة لأسماء أولئك العظماء الذين تركوا آثار عظيمة في تاريخ العالم البشري " .

فكل من يتجاهل هذه الحقائق والشهادات من كبار رجالاتهم ، إنما يكذب على نفسه وأمته ، قبل أن يكذب على العالم .



ثانيا : موقفهم الأخلاقي من نشر هذه الأفكار

ونقدم هنا مقتطفا من مقال أحد الباحثين الكتاب وهو الأستاذ وليم هـ. داويدسن ( William H.Davidson ) في " موسوعة الأخلاق والديانات " يقول :
" إن أكبر مظاهر التسفل الخلقي ، واللؤم الفطري ، وموت الضمير ، وحمل الخزي والعار ، والحرمان من أي أثر من آثار الشرف الإنساني حتى الرمق الأخير منه ، هو : التنكر والجحود للقادة الدينيين ، وبناة الإنسانية ، وأصحاب المنة والفضل على العالم كله ، والبلادة في القول ، وسلاطة اللسان ، واستخدام الأسلوب الشائن المزري بأهله الذي لا يليق بأدنى شخص ، وبأرذل إنسان ، والذي لا يجرح مئات الملايين من البشر من أتباعهم ومحبيهم المستميتين دونهم والذين يؤثرونهم على أنفسهم وأهليهم وأموالهم ، ولا يكلم عواطفهم الجياشة فحسب ، بل يقتل الحقائق ، ويذر الرماد في العيون ، ويحاول طمس الواقع ، ولا يجوز لأي مجتمع كريم يعرف قيمته ومكانته ، ولا لأي بلد متحضر لا يريد العيش في الجهل ونكران للجميل ، أن يصبر على وجود هؤلاء الأنذال واللؤماء الذين باعوا ضمائرهم ، وتخلوا عن إنسانيتهم ، وتنكروا للجميل والمعروف ، إنهم رجس يجب أن تتطهر الأرض منهم "
وهنا لم يكتف الكاتب بتحقير هؤلاء المسيئين للأديان وتسفيههم ، بل طالب بلادهم – والتي هي بلاده – بتشديد العقوبات عليهم إلى حد النفي .

وفي الاحتفال برأس السنة الهجرية ( 1427 ) في فيينا الذي دعا إليه ميخائيل هوبيل عمدة العاصمة النمساوية قال : " إن مانشر في هذه الصحيفة يتنافى مع الاحترام الذي من المفترض أن يلقاه كل دين ، فنحن لا نقبل الإسائة إلى الرموز الدينية ، أو إلى قيم أي دين "
فهاهم ساستهم يعترقون بأن هذا العمل لا أخلاقي ، ولا يستحق فاعله فردا أو جماعة ، الحياة على وجه الأرض .

ثالثا : موقفهم القانوني من دعوى حرية الرأي


عندما أعادت الصحيفة الفرنسية " فرانس سوار " نشر الرسوم المسيئة ، اعتبرت بكل تبجح أن هذا حقها في " حرية التعبير " ولكن الواقع أن عددا غير قليل من كبار المفكرين ، وفقهاء القانون الغربيين لم يعترفوا بحرية الرأي المطلقة العامة ، وأشاروا إلى نتائج هذه الحرية المطلقة ، والتي هي أشد ضررا وأكبر خطرا من سلب الرأي بتاتا .
ومن هؤلاء أحد رجال القانون المعروفين ويليام ايبسنتن ( William Ebenstsin ) يقول : " إن الاحتجاج ضد الرقابة الخلقية أو القوانين المتعلقة بالأخلاق الشخصية بناء على أنها قيود لا تطلق على حرية الفرد الشخصية – يعني الدفاع عن هذه القوانين وحمايتها ، إنها حاجات غير ملزمة ، أو أن قضاء هذه الحالات لا يمكن إلا بالتضحية بتلك المثل التي هي أعلى وأفضل من الحرية الشخصية ، والتي تكفل بقضاء حاجات البشرية العميقة الدقيقة ، إنها القيم العليا التي هي ليست داخلية ، بل تحمل أهمية موضوعية " .

ويضيف متحدثا عن ماهية الحرية : " أما إنه ما هي حدود حرية الفرد أو بعض الأفراد ، فهي قضية تعتمد على مقارنة دقيقة بين الإطار الذي يريدونه لحريتهم ، وبين مقتضيات القيم والمثل العليا كالمساواة ، والعدل ، والسلام ، والحفاظ على حقوق الناس ، ولذلك لا يمكن أن تبقى هذه الحرية مطلقة من القيود " .

وفي الخطاب الذي يعتبر أساسا لقانون حرية الرأي بالولايات المتحدة يقول بلاك استون ( Black Stone ) منبها على قضية " حرية الرأي " في الصحافة خصوصا : " إن كل فرد حر له الحق الشرعي في أن يبدي عواطفه أمام الجمهور ، وإن فرض الحظر عليه قضاء على حرية الصحافة ، ولكنه إذا أراد أن ينشر شيئا غير لائق ، يثير فتنة ، أو يخالف القانون ، فإنه يتحمل وزر مسؤوليته ، ولأن الكتابات الخطيرة الإجرامية التي تعتبر بعد مرافعة محايدة منصفة ذات ضرر وخسارة يلزم المعاقبة والتعذير عليها للحفاظ على الأمن والسلام ، والسلطة والديانة ، لأنها هي الأسس الذي تقوم عليه الحرية المدنية ، فضمير الفرد الحر ، مكفولة له الحرية ، ولكن التعذير على استخدامها السيء من أهداف القوانين الجنائية " .


رابعا : موقفهم من سلاح المقاطعة

اتهم بعض القادة والساسة الأوربيين أن مقاطعة الدول الإسلامية تعتبر غير مشروعة أو قانونية ، ولكننا نجد أن هذا السلاح يستخدمونه فيما بينهم على أبسط الخلاقات السياسية ، فعندما قامت الحرب الأمريكية الغاشمة على العراق ، قامت الدول الأوربية بمعارضة أمريكا في هذا القرار فما كان من الشعب الأمريكي إلا أن اختار سلاح المقاطعة ، ردا على هذا الموقف ، فيما يُظهر الاستطلاع الذي نُشر من أن 43% من الأمريكيين سيقاطعون المنتجات الفرنسية ، في حين قال 36% إنهم سيقاطعون السلع الألمانية !

ويستخدمونه أيضا ضد أي دولة تتقاطع مصالحها مع مصالحهم خاصة من منطقتنا وفي هذا الصدد يصرح عمر الراوي ( عضو برلمان فيينا عن الحزب الاجتماعي النمساوي ومفوض ملف الاندماج بالهيئة الدينية الإسلامية بالنمسا ) : " إن سلاح مقاطعة بضائع الدول التي تسيء صحافتها للنبي شيء عادي ومشروع ، فالولايات المتحدة نفسها تتعامل بهذا المنطق مع إيران ، وسبق أن استخدمته مع العراق ؛ لذا فمن حق الشارع المسلم أن يغضب لنبيه ، وهذا أقل ما يجب فعله " .

الدنمارك في ميزان التاريخ :

قد يُتفهم موقف شعب معين ذو حضارة وتاريخ من قضية مهمة أو شخص مهم لشعب ذو ثقافة مغايرة ، ولكن لا يتفهم موقف شعب لم تهذبه الحضارة والثقافة في تاريخه إلا لماما ، من أفكار وأشخاص شعب له ماض وحضارة ودين ، ضاربة في أعماق التاريخ .

" وإن الناظر في تاريخ الدنمارك يجد أن هذه البلاد الصغيرة البعيدة اشتهرت قديما بالقرصنة واللصوصية ، فقد كان القراصنة الدنماركيون يجوبون البلدان الإسلامية المطلة على المحيط الأطلسي ، والبحر المتوسط ، فيغيرون ، ويسرقون ، وينهبون ، ويهربون ، وقد كانوا فيهم كثرة من أهل الخسة والخبث ، ولهم باع طويل في الخراب والفساد ، وكتاب " سير أعلام النبلاء " يظهر الكثير من أخبارهم ، وما فيها من الشناعة ، والغدر ، والخيانة ، والخبث ، والفساد " .

وأخيرا :

فليس أمامنا – في الوقت الراهن – سلاح أقوى من المقاطعة ، هذا السلاح الذي قد يستهين به كثير من الناس ، أثبت فعاليته على مر التاريخ ، حيث استخدمته الهند ضد البضائع الإنجليزية لنيل استقلالها ، وأمريكا نفسها استخدمته عند الاستقلال ضد الإنجليز أيضا عام 1765 في قانونهم المعروف بقانون الطوابع

وقد أثبتت مؤخرا المقاطعة العربية للمنتجات الإسرائيلية والأمريكية منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية – أثبتت نجاحها منقطع النظير ، فيما يصدره مكتب المقاطعة العربية من إحصائيات تقدر حجم الخسارة الإسرائيلية بأكثر من 92 مليار دولار ، بينما اعترف اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية أن المقاطعة تسببت في خسائر كبيرة مقدارها 45 مليار دولار على مدار 45 سنة ، منها 20 مليار قيمة الصادرات الإسرائيلية المتوقعة للأسواق العربية ، و25 مليار عوائد الاستثمارات الإسرائيلية في الأسواق العربية خلال الفترة نفسها .

وقد نشرت جريدة الحياة اللندنية في ( 28 / شعبان / 1421 هـ ) أن خسائر شركات التكنولوجيا اليهودية في الولايات المتحدة ، بلغت منذ بداية الانتفاضة عشرين مليار دولار
.


المصــادر :

- " محمد الرسول الأعظم وصاحب المنة الكبرى على العالم " – أبو الحسن الندوي – دار الصحوة .
- " المقاطعة أضعف الإيمان " – عمرو عبد الكريم .
- موقع إسلام أون لاين .موقع الشيخ الألباني .

28‏/8‏/2007

أمبدعٌ أنت ؟


مبدع ... مجدد ... مصلح ... مغير ... كلها مفردات تدندن حول البارقين الذين يلمعون ببيارقهم في ظلماء الأمة الفينة بعد الفينة ، يحيون فيها الأمل ، ويجددون فيها العهد ، ويزرعون فيها الثقة

وما أحوجنا في هذه الأيام إلى العشرات بل المئات منهم



خمسة وعشرون صفة تحاول تحديد ملامحهم يمكنك أن تقسها على نفسك بكل يسر وتقول أنا مبدع ، أو أنا لست كذلك ، ولكن المهمة قد تكون أصعب إذا قلت لك يجب أن تقسها على الآخرين من حولك ، فقد يكون فيهم هذا الشخص المبدع ، والذي إن اكتشفته فلا تدخر وسعا في موالاته ، كي يتحول إلى علما ينفع الله به الأمة ، فهذه هي الرسالة الغائبة

والتي يؤديها الآن على أفضل وجه المكان الذي تعلمنا منه أكثر مما تعلمنا من المدرسة أو الجامعة على السواء ، وإذا

أردت أن ترى الإبداع رأي العين فلتشارك في " حارتنا " يوم 8/9




صفات الشخص المبدع



حساس

لديه روح الدعابة والفكاهة

قادر على مقاومة ضغوط الآخرين

قادر على التكيف بسرعة

يميل إلى المغامرة . قادر على التعامل مع المواقف الغامضة

لا يحبذ القيام بالأعمال الروتينية

مثقف ، ولديه معرفة واسعة

يمتلك قدرة عالية على التفكير الإبداعي

يمتلك ذاكرة قوية ، وقادر على الإلمام بالتفاصيل

يحتاج إلى بيئة تحتوي على عناصر دعم وتشجيع

بحاجة إلى اعتراف الآخرين بقدراته الإبداعية

يفضل القيام بالأعمال التي يكون فيها تحدي

يفضل التعامل مع الأشياء المعقدة ، والمتنوعة ، والتي تحتمل أكثر من تفسير

يحب الأمور الفلسفية

متعدد الميول والاهتمامات

يسأل كثيرا

بطيء في تحليل المعلومات ، سريع في الوصول للحل

يحب البحث والتفكير التأملي

يسعى دائما لتحسين عمله

يحب الصفر والتجوال

يتميز بطموح عال

لديه شعور بأنه يمتلك مساهمات مفيدة للآخرين

يستمتع بالمناظر الخلابة والجميلة

شجاع ومقدام

واثق في قدراته ، ولا يستسلم بسهولة



التقييم من مئة على النحو التالي

نادرا = 1


أحيانا = 2


غالبا = 3


دائما = 4

9‏/8‏/2007

التدوينة الصامتة

احتجاجا على أبشع جريمة بمكن أن يرتكبها الجنس البشري
تقف الحروف عاجزة عن وصف ما يحدث
ضحيتين للتعذيب حتى الموت في أقل من أسبوع
فلا أجد سوى تلك المشاهد تنطق بفاجعة مصر الأولى

ومتضامن معك يا ابن رفعت


هكذا نحن صفان .. فريقان لا ثالث لنا ، وكل يقرر مع أي يقف

لكن القرار له تبعاته
وللنساء نصيب

هذا أمام أعين الناس ، فما بالكم داخل أوكارهم


______________________________________

ولكننا قد لا نكون فريقين تحديدا ، لأن الصورة التالية تظهر فعلا تكوينات الشعب المصري


المواطن : وهو بالطبع المداس بالأقدام

أخوه المواطن : وهو أقرب شخص في الصورة ، الذي يمشي أمام الواقعة ، وكل ما يفعله من تعاطف ، أن يحوقل ، ولكن في مكان لا يسمعونه فيه

الضابط : وهو الذي تمكن العداء من نفسه ؛ حيث يرى ألا عيش له ولأسياده في هذا الوطن ، بدون سحل ذاك المواطن

المخبر : وهو الشخص الذي يكتف الضحية في الصورة ، يحاول بكل جهده خدمة الضباط ، وهم متواجدون بنسبة ليست بالقليلة داخل الشعب

العسكري : للأسف هو مواطن ، ولكن مرفوع من الخدمة مؤقتا ، فلا حول له إلا أن يقف ... ويتعاطف



ولكن الصورة تظهر شيئا آخر ، أن كل ما هو سوى الضحية فهو جان أيضا

فلا مفر من أن نعود فنقول نحن فريقان


وقال إيه : قبضوا على اتنين ضباط وهيقدموهم للمحاكمة

24‏/7‏/2007

انتصار الأحمر.. ودروس للأمة

قد تطول هذه التدوينة التي جاءت بعد أكثر من أسبوعين من البحث والتنقيب عن موضوع قد لا يرى قارؤه أهميته إلا بعد أن يسأل نفسه إن كان يعلم حال 160 مليون مسلم يعيشون في الشرق الأقصى للعالم الإسلامي في كيان إسلامي لم يمض على وجوده سوى ستة عقود فقط ، هل يعلم عن تاريخهم شيئا ، ثم هل يعلم عن حاضرهم شيئا ، هل يعلم عن مئات قتلوا منهم قبل أيام ، هل يعلم مستقبلهم وما يحاك بهم من مؤامرات ليل نهار ، إن كان لا يعلم فليتابع
لقد كانت واقعة المسجد الأحمر في باكستان منذ أيام ، نقطة تحول ، أو تحاول أن تكون كذلك في تاريخ الباكستان ، ولكي نفهم أبعادها لا بد أن نفهم الحكاية من أولها ، ثم نقف على حقيقة ما حدث ، وأخيرا دروس لا تنتهي أهميتها يجب أن نتعلمها

بداية الحكاية

بخلاف البداية الواحدة لكل حكاية فإن حكايتنا لها أكثر من بداية ، نستطيع أن نرسم ثلاثة منها

البداية الأولى : نشأة الباكستان

إن أمة لا تملك أرضا تستند إليها لا دين لها ولا حضارة ، وإنما الدين والحضارة بالحكومة والقوة ، وإن باكستان هي الحل الوحيد للمشكلات التي يواجهها المسلمون في هذه القارة الهندية محمد إقبال

هكذا كانت النشأة حلم يراود مشاعر وأفكار آلاف المسلمين في شبه القارة الهندية بعد أكثر من ثلالثة قرون من الاحتلال البريطاني لاقوا خلالها ما لاقوا من حملات التبشير والتطهير ، ثم لما كان الاستقلال أرادوا لهم التهميش ، فنهض مفكروهم يصدعون بهذه الفكرة وعلى رأسهم محمد إقبال الذي ما زال نشيده يرن في الآفاق


الصين لنا والعرب لنا ** والهند لنا والكون لنا
أضحى الإسلام لنا دينا ** وجميع الكون لنا وطنا
توحيد الله لنا نورا ** أعددنا الروح له سكنا

لكن هذا التوحيد وهذا الدين الذي أسكنه إقبال روحه لما لم يجد له أرضا يسكنها ، استطاع محمد على جناح أن يوجد له أرضا بعد رحيل إقبال بتسعة أعوام ، ففي 14 أغسطس/ 1947 أعلن محمد علي جناح قيام جمهورية باكستان الإسلامية وأصبح أول رئيس لهذه الجمهورية الوليدة بعدما ملأ صوته الآفاق ينادي

نحن نصر ونتمسك بأن يكون المسلمون والهندوس أمتين كبيرتين، وذلك طبقا لأي تعريف أو معيار للأمة

نحن أمة لمائة مليون مسلم، وعلاوة على هذا نحن أمة ذات أمور متميزة في الثقافة.. والحضارة.. واللغة ..والأدب ..والفن ..والهندسة المعمارية.. والأسماء.. والمصطلحات الخاصة ..والشعور بالقيم ..والعدل.. والتاريخ.. والملكات.. والطموح، وباختصار لنا وجهة نظرنا المتميزة عن الحياة ومن الحياة. ووفقا لجميع مبادئ القانون الدولي نحن أمة

إذا قامت دولة الباكستان وأعلنت تطبيق الشريسعة الإسلامية ، ووفد إليها العلماء والإصلاحيين من كل حدب وصوب يشاركون في صياغة هذا الكيان الجديد لجزء من أمتهم الإسلامية ، حتى إنهم اعتبروها بيت الإسلام في ذلك الزمان

إني لا أعتبر هذه البلاد بلادنا .. بل هي بيت الإسلام ، لقد واتتنا الفرصة لأول مرة بعد قرون لنقيم دين الله في صورته الحقيقية .. ونقدم للعالم أجمع المثال العملي لفلاح هذا الدين ونجاحه ، إنها نعمة كبرى أنعم الله بها علينا ، ويجب علينا أن نصونا ، ونحافظ عليها بشتى الطرق وبأي ثمن
أبو الأعلى المودودي

البداية الثانية : أحداث 11 سبتمبر

وعلى الرغم من أن الحرب في أفغانستان توشك على نهايتها فإن أمامنا طريقا طويلا ينبغي أن نسيره ، في العديد من الدول العربية والإسلامية ، ولن نتوقف إلى أن يصبح كل عربي ومسلم ، مجردا من السلاح ، وحليق الوجه ، وغير متدين ، ومسالما ، ومحبا لأمريكا ، ولا يغطي وجه امرأته بالنقاب
خطاب لجورج بوش بتاريخ 29/1/2002
إذا كان مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية كارل إندر فورث قد طالب بإغلاق المدارس الدينية علانية لدى زيارته لإسلام أباد في بداية عام 2001 أي قبل أحداث 11 سبتمبر ، فإن مطالب الولايات المتحدة لم تقف عند هذا الحد بعد الهجمات ، فباكستان بموقعها الاستراتيجي تعتبر امتدادا طبيعيا لأفغانستان ولحركة الجهاد الإسلامي على مدار الحرب الروسية سابقا ، ولذا فإن كان خيار الولايات المتحدة مع أفغانستان هو الحسم العسكري ، فإن الولايات المتحدة لم تعط باكستان أية فرصة لمواربة الباب ، فكان الخيار إما أن تكون معها وذلك بفتح أراضيها لضرب افغانستان ثم اتباع كافة التعليمات بعد ذلك ، وإما أن تكون ضدها فتلاقي ما لاقت أفغانستان ، وكانت النتيجة أن لجأ برويز مشرف إلى الخيار الأول وأصبح " عميل برتبة .. رئيس دولة " ، واختار الشعب الخيار الأخير

البداية الثالثة : هدم المساجد والمدارس الدينية

لم يتوقع الشعب الباكستاني أن يصل مشرف إلى ما وصل إليه من التواطؤ مع الإدارة الأمريكية من أول الحرب على أفغانستان ، إلى مواجهة القبائل ، في عمليات شرسة لا يجد لها المحللون السياسيون أية مبرر معقول ، إلا أنه شخص مجنون مهدد بزوال عرشه لا من قبل شعبه ، بل من قبل من يطلبون منه أن يفعل ذلك

ثم جاء الدور على المدارس الدينية التي تعد الحصن الأخير في المحافظة على الهوية الإسلامية للأمة الباكستانية ، حيث تبلغ أكثر من 10 آلاف مدرسة ، وقد بلغ عدد تلاميذها مليون طالب وطالبة معظمهم من الطبقة المتوسطة والفقيرة ، هذه المدارس التي استطاعت أن توقف المد الشيوعي فكريا أولا بما ربته في عقول الناس وأذهانهم ، ثم عسكريا - ثانيا- بما خرجته من فيالق المجاهدين التي أرسلت تترا إلى الجبهات الروسية الأفغانية

وتحت ستار الدعوة إلى تطوير تلك المدارس خصصت الإدارة الأمريكية مساعدات بقيمة مائة مليون دولار لمراقبة المدارس الدينية وإعداد قاعدة بيانات عن أسماء الطلبة والمدرسين ومتابعتهم وكذلك العمل على تعديل المناهج ، وقرر مشرف منع فتح أي مدرسة جديدة إلا بإذن مسبق من الحكومة كما طالب مشرف هذه المدارس بوقف التدخل بالشؤون السياسية كما اتهمها بتعليم التطرف والتشدد وعدم مواكبة العصر ولكن الأمر لم يتوقف على ذلك بل حاول مشرف تقليل أعدادها ، ولسوء حظه فإن كل المدارس الدينية ملحقة بمساجد أصلا ، ولكن ذلك لم يردعه عن الشروع في هدم تلك المدارس مع مساجدها بدعوى المخالفة القانونية ، حتى قام بهدم سبعة مساجد كان آخرهم مسجد أمير حمزة والذي بني منذ مائةعام أي قبل وجود الدولة أصلا وقوانينها بأربعين عاما ، وهنا انطلقت الشرارة التي أججها اختطاف المشايخ والعلماء حتى النساء منهم
الواقعة



لسنا معارضين فقط لمشرف كشخص، بل اننا نرفض النظام العلماني القائم برمته

عبد الرشيد غازي نائب إمام المسجد الأحمر قبل أيام من استشهاده

كانت هذه هى أفكار عبد الرشيد غازي كإمام من أئمة مئات المساجد الباكستانية ، وقبل ذلك كمواطن باكستاني

يشاهد ما حذره منه شيخه المودودي يقع فعلا ، ويحاول أن يدفع دون وقوعه بأي ثمن

المسجد قبل الهجمات

المسجد وقد اشتعلت فيه النيران

أما طالبات المسجد الأحمر أو فلنقل طالبات " مدرسة حفصة " الملحقة بالمسجد الأحمر فقد كانوا أكثر وضوحا ، فبعد هدم السبعة مساجد في العاصمة إسلام أباد خاصة مسجد أمير حمزة الأثري ، وبعد التهديد المباشر بهدم المسجد الأحمر ومدرسة حفصة ، قامت الطالبات برد فعل سريع وذلك بالاستيلاء على مكتبه فى إسلام أباد و رفضن المغادره حتى تتم تلبية مطالبهن المتمثله فى

إعادة بناء المساجد التى تهدمت

الضمان بعدم المساس بأى مسجد

إسقاط جميع التهديدات بهدم مسجد لال و مدرسة حفصه

قوبل ذلك برد فعل من قبل الشرطة وذلك باختطاف مدرستين من المدرسة واقتيادهما إلى مركز الشرطة ، ولكن الأمر لم يكن بهذه السهولة لدى الطالبات اللاتي قررن ألن تبيت المدرستان في مركز الشرطة ليلة واحدة ، لأن ذلك يعني كما يعرفن هتك أعراضهن ، فقررن في حركة جريئة احتجاز رجلين من رجال الشرطة المتواجدين بالمكان ، واستطعن أن يبادلوهما بالمدرستين قبل فوات الأوان
ولم تخفت ثورتهن عند هذا الحد فماذا بعد اختطاف المعلمات وتهديد أكبر مدرسة لهن بالهدم ! ، فقررن الاعتصام بالمدرسة لحين تلبية مطالبهن ، لكن الشيخ غازي نصحهن بملازمة بيوتهن ، وأنه هو وطلابه سيكفونهن ذلك
لكن الطالبات أصرتن على الاعتصام مع الطلبة في المسجد ، ويقررالمسجد من أول شيخه إلى أصغر فتا وفتاة فيه أن يواصل اعتصامه ويصمد حتى النهاية ، هذه النهاية كانت نهاية مئات الطلبة والطالبات في مشهد مروع تحت سمع وبصر العالم عربه وعجمه ، كانت نهايه الشيخ غازي ، وطلبته ، ونهاية زوجته وطالباتها ، كانت نهاية المسجد الأحمر الذي خضب أصحابه جدرانه بدمائهم لكي تظل زاهية الحمار تبعث في هذا الشعب الدماء الثائرة لحفظ بيضة هذا الدين إلى يوم الدين ، نعم دفعوا أغلى ثمن يستطيع الإنسان بذله أيها المودودي

أهمية الواقعة

أولا : درس للسلفية

لن نستطيع حقا أن ندرك الواقعة إلا إذا تأملنا حالنا كإسلاميين في بلادنا العربية خاصة هنا في مصر وما حدث هناك ، وأخص بالحديث هنا السلفيين - وإن كان الكلام يمتد إلى كافة الإسلاميين - ففي كل مسجد تقام فيه حلقات العلم ويبدأ الناس في التقاطر إليه من كافة الأنحاء ، يأتي أمن الدولة ببساطة ويهدمهه ، نعم فوقف المساجد في مصر لا يختلف البتة عن هدم المساجد في باكستان ، لأن المساجد هناك لو كانت للعبادة فقط ، وتغلق عقب كل صلاة بخمس دقائق لما تحمل مشرف عناء هدمها ، ولكنها تؤدي رسالة أكبر من ذلك في الحفاظ على هوية هذه الأمة
وإنه ليحضرني يوم اعتقال الشيخ نشأت أحمد والشيخ فوزي السعيد ، حيث كان يحضر لهما مئات الآلاف من المصلين في الجمع والدروس ، وفي يوم من الأيام ذهبت الآلاف المؤلفة يوم الجمعة كعادتها إلى مسجد التوحيد برمسيس لتجد أن الخطيب غير الخطيب وتعلم بخبر الاعتقال ، فلا تتحرك لها ساكنة ، اللهم إلا قولهم في سرهم " إنا لله وإنا إليه راجعون " وينسلخ هذا الجمع من المسجد بغير رجعة وتغلق أربعة أدوار من المسجد لم تعد تستخدم لا في يوم جمعة ولا غيره ، ويستمر أمن الدولة بعدها في إعتقال العشرات من العلماء وإغلاق المئات من المساجد ، ووالله لو أعلن ألف واحد فقط منهم الاعتصام في المسجد ولو ساعة لكان الوضع غير الوضع
وانظروا أين الشيخ غازي الآن وأين الشيخ نشأت ، كلاهما صمت للأبد ، ولكن الأول استطاع أن يربي تلاميذه على الصمت الذي يخلد عزتهم على مر التاريخ ، أما الشيخ نشأت فقد كان يعلنها بكل أسف ويقول " لو أنني اعتقلت ستكونون أول من يتخلى عني ، وترتسم ابتسامة صفرا على الجمع الملحى من حوله

لقد استطاع أبناء المسجد الأحمر أن يوقفوا عجلة هدم المساجد بالشك ، فبعد هذه الفضيحة ستنقلب موازين القوة في باكستان ، ومنذ الحادثة إلى الآن ، والجيش والإسلاميين تبادلا المواقع فالمهاجم أصبح مدافع والمدافع أصبح مهاجم

الدرس الثاني : لعبة الانقلابات العسكرية

الضحية الأسهل في باكستان الآن هي برويز مشرف ، والإسلاميين الآن في سباق محموم مع الولايات المتحدة أيهما يصل لرأسه أولا ، فإن وصل الإسلاميين أولا ، فستكون حربا أخرى كأفغانستان ولكن هل كان عند أفغانستان سلاح نووي! ، أظن أن الأمر يختلف كليا ، وهذا يعكس عدم مبالاة الولايات المتحدة ومن ورائها الغرب بمنظمات حقوق الإنسان - التي تملأ الدنيا ضجيجا وعجيجا على أسير هنا أو رهينة هناك- بما حدث من قتل في المسجد الأحمر ، مقابلة بالكابوس الذي يهاجمها من سيطرة أي اتجاه إسلامي على سلاح نووي في هذه المنطقة الخطيرة ، خاصة وأنها لم تحسم مسألة السلاح النووي الإيراني بعد

أما وصول الأمريكيين أولا فذلك بنفس الطريق الذي جاءت منه كل الثورات إلى الوطن العربي والإسلامي بل لا أحب أن أسميها ثورات أصلا ، فهي مجرد انقلايات عسكرية

ففي مصر ، وفي أواخر عهد الملك فؤاد تزايد نفوذ التيار الإسلامي ، وانتشرت الصحوة الإسلامية بشكل ينذر بقدومها على رأس السلطة عن قريب ، خاصة مع الضعف النسبي للملك فاروق ، فلجأت أمريكا إلى اختطاف هذا النصر من روح الصحوة باسم ثلة من جنود الجيش ، وكانت ثورة يوليو الأمريكية كما يسميها جلال كشك ، التي خدعت الجميع

وهذا عين ما تخطط له الولايات المتحدة في باكستان فإن لم يستطع مشرف إخماد هذه الثورة في غضون الأسابيع القادمة فسوف تستغل أمريكا غضب الشعب ، وتحدث انقلابا عسكريا من شخصية مقبولة ، أو حتى غير مقبولة ، لأن الشعب كله سيتعاطف معها ظانا أنها تخلصه من الطاغية مشرف ، إلى أن يفيق على السياط تلهب ظهره ، كما ألهب عبد الناصر ظهر الصحوة وأتى عليها في عهده

كلمة أخيرة

إن هدموا مدرسة حفصة فكلنا مدارس ، كل واحدة مننا مدرسة في بيتها ومع أولادها ، وسنربي ذلك المجتمع على الإسلام فليأتوا إلى بيوتنا إذا وليهدموها على رؤوسنا إن كانوا يستطيعون ، فبيوتنا سنحولها كلها إلى مسجدا .. أحمرا
كانت هذه هي آخر كلمات نطقت بها طالبتين كانتا معتصمتين في المسجد في برنامج لقاء اليوم على قناة الجزيرة ، والذي أخذت مقتطفات ليست بالقليلة منه في مقالتي هذه ، هذه الكلمات ما زالت ترن في أذني ، وما زالت صورهن تقرب إلى عيني صورة أم عمارة ، وأسماء بنت أبي بكر ، وتبعد عنها مئات النساء المسلمات اللواتي يفتحن الدور للتحفيظ نعم ، ويلبسن النقاب أيضا نعم ، ولكن لو أغلقت إحدى هذه الدور ، أو حتى اعتقلت إحداهن سيلمن أنفسهن ألف مرة ويرددن " وقرن في بيوتكن
هذه كانت كلمة أخوات حفصة الأخيرة ، أما كلمتي الأخيرة فهي : أين كنا نحن طوال هذه الأسابيع ، أين كنا عندما هدم أول مسجد ، وأين كنا عندما هدم المسجد السابع ، وأين كنا عندما اعتصم إخواننا وأخواتنا ، وأين نحن الآن بعد أن استشهد المئات منهم بدم بارد

في الصيف الماضي حدثت أحداث الدنمارك ، وهاج المسلمون وماجوا على شيء مكرور من أول " تبت يدا أبي لهب وتب " ، لكن أن يقتل مئات المسلمون دفاعا عن بيوت الله فذلك بالأمر الهين علينا
مظاهرات في باكستان الصيف الماضي احتجاجا على الرسوم المسيئة
وكأننا لم نسمع قول رسول الله ‏لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم وقوله لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على الله من قتل المسلم ، اين مشايخنا وعلماؤنا ، أين سلفييهم وإخوانهم ، تبليغييهم ووسطيهم ، أين نحن نحن همزنا لأننا ما أخترنا يوما الحل الأحمر ، وانتصر المسجد الأحمر ، لأنه أبى أن يخلد إلا وهو أحمرا

3‏/7‏/2007

أخيرا ... خطبت


أخيرا خطبت ، أخيرا فعلت تلك الخطوة التي أتمناها ، وأمنّي الآخرين بها منذ زمن

الجزء الأول


إنه لشعور رائع يخالجني الآن ، وقد استطعت أن أحطم صنما من أصنام المجتمع التي أرى قومي لها عاكفون ، و أن أبدله بوتد قوي من أوتاد هذا الدين .


وقد استطعت أن أحرق صفحة من كتاب المجتمع الذي يسميه الشيب منهم " تقاليدا " ، ويسميه الشبان " موضة " ، وهو في الأصل منهج واحد يتعاوره الاسمين في مرحلتين متتابعتين من الزمان ، نعم استطعت أن أحرق صفحة منه وأستبدلها بصفحة من كتاب الله الذي هو قرآن للشيب والشباب في آن ، وعلى مر الزمان .


إنه لشعور رائع حقا ؛ وقد نزعت صفحة مشينة من صفحات شباب هذه الأمة ، صفحة ينام فيها الشاب من أول ما يبلغ ولا يستيقظ إلا بعد الخامسة والعشرين ، وقد سبقه أقرانه في كل شعوب الأرض صاحبة الحضارة ، أو التي تريد أن تصنع حضاره .. سبقوه بكل شيء .


نزعت هذه الصفحة .. ألقيت بها في سلة التاريخ .. استبدلتها بصفحة مشرقة يسر في عروقها رونق شباب مجد هذه الأمة الذين أقاموها ردحا من الزمان .


شعور مختلف حقا أن تنجز العمل ، ليس صدفة ولا اتفاقا ، ولكن بعد جهد جهيد ، بعد أن كان حلما بعيدا بليالي " الثانوية " قاسية الظلام ، ثم عملا وئيدا بأيام الكلية العصماء ( دراسة وإجازة ) حتى يصير واقعا يعجز اللسان عن وصفه وقد وقع ، كما كان عجز عن وصفه وهو حلم ، ولكن الاختلاف أنك كنت تستحي منه وهو حلم ، أما الآن فأنت تفخر وتفاخر به وهو واقع .


هو شعور رائع حقا عندما تكون هذه الخطبة هي خطبة النساء ، وهو أيضا شعور رائع عندما تكون هذه الخطبة هي خطبة الجمعة .


فاصل قصير ونعود
________________________________________

إخواني وأخواتي كانت هذه بعض ردود الأفعال التي رصدناها بعد قراءة الجملة الأخيرة في الجزء الأول من هذه التدوينة

والدي : " الواد ده وقع قلبي ، بس انا كنت حاسس برده إنه مش هايعمل حاجة غلط من ورا ضهري "

مدون صاحبي : " أنا كنت حاسس إن الموضوع ده افتكاسات من الأول ، زي اللي عملو رفعت بالظبط في تدوينته تداعيات إشاعة جواز ، وهو جابها منين ماهو الفيديو اللي في التدوين أحمد اللي باعتهوله "

قارئ عادي : " طب لما هو خطب جمعة طب ما يقول علاطول إحساسه بعد الخطبة ولا لازم يجيبلك حاجة بره الموضوع الأول ، هما بتعوت دار علوم كدة ما بيصدقوا يلعبوا باللغة "

طالبة في الكلية : " وقعت قلبي ، قول كدة ، أنا اصدق إن أحمد يخطب جمعة ناشي ماهو هويسنا في الكلية خطب في المدرجات والمسيرات ، لكن يخطب واحده إزاي ، ده بيمشي في الكلية ضارب بوزه شبرين يزق الحيطة ، ومناخيره في السما تخرم السقف "

_______________________________________________________

عدنا ...

الجزء الثاني

صدقوني ، نفس الشعور الرائع ما زال معي الآن يخامرني

لم يفارقني كما فارقكم وفارقكن

لأن الخصم واحد

و الانتصار واحد

ولكن المواجهة مختلفة

فخصمي في الحالتين هو المجتمع وهو ليس عدوي الحقيقي ، ولكنه أداة عدوي ، عدوي الحقيقي هناك في فلسطين والعراق ، في أفغان والصومال ، ولكنه هنا قد رحل عنا منذ ما يقرب من سبعة عقود ، وقد ترك فينا ما إن تمسكنا به فلن نهتدي أبدا ، هذا المجتمع فاقد الهوية هو خصمي ، هو الذي يتلون بلون أعدائي ، ويحول بيني وبينهم .


أما الانتصار فهو واحد أيضا ، وهو فك حلقة من حلقات القيد الذي يقيدني به ذلك الجتمع ، ويحاول أن يأسرني به لأسير في ركابه إلى الهاوية السحيقة التي نتردى فيها الآن .


الفرق إذا هو في المواجه ، ففي يوم الجمعة كنت أواجه المجتمع بأفكاري ، أما في الخطوبة - بإذن الله - فأنا أواجه المجتمع بمشاعري


إذا المواجهة الأولى كانت بأفكاري ؛ أفكاري التي ارتضيت أن أضعها في اختبار قاس ، فعندما أبلغني أحد الزملاء - درعمي خطيب وخاطب - أنه يستسمحني في أن أحل مكانه في خطبة الجمعة لدواعي السفر ، وقفت مع نفسي ، وقلت لن أحضر لهذه الخطبة ، وسأقوم باختبار صعب لأفكاري ، لأفكار شاب عنده عشرين عاما قضى ردحا منها في المساجد يتنقل بين الخطباء وكلما داوم على خطيب أخذوه ، هل يستطيع فعلا أن يقدم شيئا من هذا الذي يملأ به أذنيه كل أسبوع ، فضلا عن عشرات الكتب التي يتشدق بأفكارها بين الزملاء والقرناء ، هل هو قادر فعلا على صياغتها في شكل جدي بالفعل يفيد به الناس ، ويؤثر فيهم ، قد أكون نجحت في الامتحان بتقديري الذي أحصل عليه في دراستي دائما ( جيد جدا ) وذلك هو سبب هذا الشعور الرائع الذي ذكرت .


أما المواجهة الثانية ، فهى المواجهة بمشاعري ؛ تلك المواجهة التي اعتبرها المجتمع الملتزم منه أكثر من غير الملتزم ، مواجهة خرقاء ، لا تناسب قضايا الأمة ، ولا تساير همومها ، ولا مقتضيات المرحلة .. إلخ .
ولكني أعتبر أن هذه الأفكار هي رد فعل طبيعي لما صنعه أعداء المجتمع الحقيقيون في ميدان المشاعر ، حيث استطاعوا أن يحولوها إلى فساد محض ، وإلى فسق وفجور واضحين في كل قصة ورواية مقروءة أو مسموعة ، أو مرئية .


فأصبح مجتمعنا الملتزم لا يرى أصلا أنه هناك حق في أن يكون هناك اثنين متحابين بينما رأى النبي الكريم من قبل غير ذلك " لم ير للمتحابين مثل النكاح "، إذا فهناك حب ثم نكاح اعترف به النبي ، كما أن هناك حب بعد نكاح ، ومواجهة المجتمع بهذا الحب وبتلك المشاعر لا بأن أصاحب فتاتي في الجامعة ، ولكن بأن أصبر ثلاث سنوات في الجامعة حتى أنال ما أريد في العام الرابع .
بأن أصبر عن تفريغ هذه المشاعر بشكل غير شرعي
وأن أصبر على سبل شرعنة هذه المشاعر عن طريق إثبات الذات وإيجاد عمل مناسب لإقناع الأهل بأهليتي لهذه الخطوة التي باتت وشيكة بإذن الله .


إذا مواجهة بالأفكار ، ومواجهة بالمشاعر ، مواجهة بالعقل ومواجهة بالقلب ، نحسبها كلها في سبيل إنقاذ هذه الأمة من الهاوية ، والإرتفاع بها في عليين ، قولوا : آمين ، ولا تنسوا أن تباركوا لي ، لأنني أخيرا ... خطبت .






24‏/6‏/2007

قمة حماس .. وقاع عباس

عباس يقظ حساس

توطئة
ليس "عباس" ذلك الاسم الموجود في العنوان هو اسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ولكنه عباس أحمد مطر تلك الشخصية التي جسدها الشاعر الثائر أحمد مطر في قصيدته الرائعة " حكاية عباس " وهو بالتالي اسم يصدق على كل ما – وليس من – هو عربي في هذه الصورة ، وآخرين بالآلاف من خلفهم ممن شاركهم أو عاونهم أو وادعهم أو ارتضى عملهم أو ارتضى الصمت على أعمالهم الخليفة الأعظم شارون الرشيد يعطي تعليماته لولاته المطيعين في مصر والشام وفلسطين
______________________________________________

وليست " قمة " ذلك الاسم الموجود في أول العنوان هي القمة الرباعية المنعقدة اليوم في شرم الشيخ اليوم ، وإنما القمة هي المكان الطبيعي لكل مخلص من أبناء هذه الأمة ، لكل مجاهد يرفع لواء هذه الأمة يبرق ويرعد في ظلام سمائها ، هو مكان طبيعي لهؤلاء الرجال ومن رباهم ومن شاركهم أو عاونهم ، أو سار على دربهم ، أو جاهر بنصرتهم

البداية
أدركت القوى الصهيو أمريكية منذ وصول حركة حماس للحكم أن النظام السياسي لبلدان العالم العربي - بل لا أبالغ إذ قلت لنظام العالم الإسلامي - سيتغير حتما ،لأسباب عدة أبسطها ، أن حماس تعتبر أول قوة سياسية إسلامية تدخل في المعادلة السياسية بتعريف المستشار طارق البشري للقوة السياسية على أنها القوة التي لا تستطيع القوى الأخرى أن تسقطها من حساباتها ( فمثلا ليست هناك الآن أي قوى سياسية في مصر إسلامية أو غير إسلامية – حسب تعريف البشري - لأن القوة القهرية للحزب الحاكم لا تدخل أي منها في حساباتها ، وتستطيع أن تلغيها وتنفذ ما تشاء بلا خسائر تذكر)
وقد خشيت هذه القوى أن يمثل النموذج الإسلامي الذي هو من طراز ( إخواني مطور) ، حشت أن يمثل هذا النموذج بديلا عما تحاول طرحه بشدة في سوق الإسلاميين وهو طراز ( وسطي متأمرك ) ، لذا قررت وبكل قوة أن تقضي على هذا النموذج الأول حتى لا يسحب البساط من تحت نموذجها المفضل والمعتمد
ولكنها كانت حريصة أشد الحرص ألا ترتكب ما ارتكبته في حربها في العراق ، والذي تذوق مرارته حتى الآن



سيناريو المعركة

بداية المعركة لم تكن المعارك التي افتعلها مدهون و دحلان وجنودهما مع حماس ، ولكن البداية كانت من لبنان تحديدا في نهر البارد ، حيث يوجد التنظيم السني المسلح الوحيد في شمال لبنان ( طراز إخواني مطور ) ، فقررت أن تجرب خطتها معه قبل أن تطبقها على حماس

الجيش اللبناني الذي لم يطلق رصاصة ( 9 ملي ) على أي جندي إسرائيلي منذ أن دخلوا بيروت سنة 82 ، وحتى الحرب الأخيرة في الصيف الماضي ، نفاجأ أن لديه مدفعية وأسلحة ثقيلة يقاتل بها فتح الإسلام ، ويدندن ليل نهار أنه يحافظ على كرامته ، وأين كانت كرامته كل هذه الفترة الماضية
إذا المشهد واضح أنها خطة مدبرة لتصفية السلاح السني في المنطقة ، ويتضح التشابه في سيناريو الحرب على فتح الإسلام ، والسيناريو الموضوع لحماس في النقاط التالية

أولا : افتعال حادث قتل مجموعة من جنود الجيش اللبناني ، وتسخير كل وسائل الإعلام للتركيز على هذا المشهد حتى يتسن فصل كل أنواع التأييد – ولو حتى العاطفي – بين فتح الإسلام وأي فصيل آخر من الجماعات الوطنية أو القومية أو حتى الإسلامية

ثانيا : تزويد الجيش اللبناني بكل ما يحتاج من الدعم المادي واللوجستي ، حتى وصل الأمر إلى مد جسر جوي من الأسلحة مباشر من أمريكا ، في الوقت الذي تنوعت فيه الطائرات الإسرائيلية للتحليق فوق البارد ورصد تحركات فتح الإسلام للجيش اللبناني الباسل .

ثالثا : البدء في تهجير السكان من المخيم ، وإعطاءهم بدلات مجزية ، حتى لا يظل به إلا عناصر فتح الإسلام ، ثم تأتي الخطوة الأخيرة والتي بدأ الجيش فعلا بتنفيذها الآن ، وهي دك المخيم على رؤوس أصحابه بالمدفعية الثقيلة

إذا نجد أن نفس السيناريو حاولت هذه القوى تطبيقه على حماس

أولا : استخدام قوة داخلية شبه حكومية ، وهي القوة الفتحاوية ، وجهازها الأمني
ثانيا : افتعال أحداث قتل حتى يتم فصل التأييد المعنوي لحماس ، على أنها شريك في وجود الأزمة

ثالثا : إرسال جنرال أمريكي من الولايات المتحدة الأمريكية لتدريب بعض عناصر فتح ، وتزويد الجناح العسكري لها بمئات القطع الحربية من إسرائيل للمواجهة مع حماس

رابعا : وكان من المفترض أن تكون الخطوة الأخيرة هى اجتياح كامل لغزة بمساعدة السلاح الجوي الإسرائيلي ، لكن بقدر الله يكشف لحماس ما يحاك لها ، وتستطيع أن تسيطر على الوضع قبل فوات الأوان

فماذا بعد ؛ تقررالقوى الصهيو أمريكية بالاستعانة بحلفاءها ، فتدعوا قيعان المنطقة إلى عقد قاع رباعي في شرم الشيخ اليوم لبحث الخطة البديلة والتي هى كالآتي

أولا : الموقف المفتعل من المتوقع أن يكون أشد بكثير ، بحيث يتم الفصل تماما بين حركة حماس ، وبين كافة الطراز الإسلامي بل والشعبي على مستوى الساحة ، وذلك كما حدث مع القاعدة التي كانت تعد رمزا للجهاد الإسلامي في أفغانستان واستطاعت القوى الصهيو أمريكية أن تحرق هذا الرمز من خلال أحداث سبتمبر
وقد بدأ ذلك فعلا من خلال خطاب مشبوه لمحمد الحكايمة، القيادي السابق بـ "الجماعة الإسلامية"، والذي أعلن انضمامه إلى "القاعدة" في العام الماضي، حيث دعا فيه العناصر الموالية للتنظيم في مصر لشن هجمات انتحارية ضد الأهداف الإسرائيلية والأمريكية والغربية بشكل عام، وذلك دعمًا لحركة "حماس"
الأمر الذي يجعل من أي " بمبة " تنفجر في سيناء اتهاما واضحا لحماس ، وعلى ذلك ليس بمستغرب تضخيم الـ " بمبة " والتضحية لو حتى بإسرائيلي في مقابل عشرين مصري مثلا ، وسيكفي ذلك إلى جانب الأبواق الإعلامية في تحقيق الهدف المنشود

ثانيا : حث المواطنين الفلسطينيين على الخروج من غزة ، والاتفاق مع الدول المستقبلة على توفير اللجوء لهم ، وإعطاء بدلات لهم ، وقد بدأت هذه الخطوة بطلب الحكومة الفلسطينية بعدم الاعتراف بجواز السفر داخل غزة وبذلك تضمن عدم دخول عناصر جديدة إليها في مقابل خروج الكثير من المواطنين الذين لن يتحملوا ضراوة الحصار العربي قبل الإسرائيلي

ثالثا : والخطوة الأخيرة ، والتي لن تتم وأنا حي – على جثتي يعني – هى اجتثاث ما تبقى في غزة من على وجه الأرض



وساعتها سنعرف من حماس ومن عباس ، سنعرف من قمة ومن قاع ، سنعرف أن حماس ليست هي الحركة الفلسطينية المعروفة بل هي كل حركة إسلامية مقاومة على وجه الأرض ، وسنعرف من هو عباس من هو كل ... أعتقد أن هذه ال




استخرج ثلاثة فوراق بين هذه الصور



الإجابة في التدوينة القادمة