3‏/7‏/2007

أخيرا ... خطبت


أخيرا خطبت ، أخيرا فعلت تلك الخطوة التي أتمناها ، وأمنّي الآخرين بها منذ زمن

الجزء الأول


إنه لشعور رائع يخالجني الآن ، وقد استطعت أن أحطم صنما من أصنام المجتمع التي أرى قومي لها عاكفون ، و أن أبدله بوتد قوي من أوتاد هذا الدين .


وقد استطعت أن أحرق صفحة من كتاب المجتمع الذي يسميه الشيب منهم " تقاليدا " ، ويسميه الشبان " موضة " ، وهو في الأصل منهج واحد يتعاوره الاسمين في مرحلتين متتابعتين من الزمان ، نعم استطعت أن أحرق صفحة منه وأستبدلها بصفحة من كتاب الله الذي هو قرآن للشيب والشباب في آن ، وعلى مر الزمان .


إنه لشعور رائع حقا ؛ وقد نزعت صفحة مشينة من صفحات شباب هذه الأمة ، صفحة ينام فيها الشاب من أول ما يبلغ ولا يستيقظ إلا بعد الخامسة والعشرين ، وقد سبقه أقرانه في كل شعوب الأرض صاحبة الحضارة ، أو التي تريد أن تصنع حضاره .. سبقوه بكل شيء .


نزعت هذه الصفحة .. ألقيت بها في سلة التاريخ .. استبدلتها بصفحة مشرقة يسر في عروقها رونق شباب مجد هذه الأمة الذين أقاموها ردحا من الزمان .


شعور مختلف حقا أن تنجز العمل ، ليس صدفة ولا اتفاقا ، ولكن بعد جهد جهيد ، بعد أن كان حلما بعيدا بليالي " الثانوية " قاسية الظلام ، ثم عملا وئيدا بأيام الكلية العصماء ( دراسة وإجازة ) حتى يصير واقعا يعجز اللسان عن وصفه وقد وقع ، كما كان عجز عن وصفه وهو حلم ، ولكن الاختلاف أنك كنت تستحي منه وهو حلم ، أما الآن فأنت تفخر وتفاخر به وهو واقع .


هو شعور رائع حقا عندما تكون هذه الخطبة هي خطبة النساء ، وهو أيضا شعور رائع عندما تكون هذه الخطبة هي خطبة الجمعة .


فاصل قصير ونعود
________________________________________

إخواني وأخواتي كانت هذه بعض ردود الأفعال التي رصدناها بعد قراءة الجملة الأخيرة في الجزء الأول من هذه التدوينة

والدي : " الواد ده وقع قلبي ، بس انا كنت حاسس برده إنه مش هايعمل حاجة غلط من ورا ضهري "

مدون صاحبي : " أنا كنت حاسس إن الموضوع ده افتكاسات من الأول ، زي اللي عملو رفعت بالظبط في تدوينته تداعيات إشاعة جواز ، وهو جابها منين ماهو الفيديو اللي في التدوين أحمد اللي باعتهوله "

قارئ عادي : " طب لما هو خطب جمعة طب ما يقول علاطول إحساسه بعد الخطبة ولا لازم يجيبلك حاجة بره الموضوع الأول ، هما بتعوت دار علوم كدة ما بيصدقوا يلعبوا باللغة "

طالبة في الكلية : " وقعت قلبي ، قول كدة ، أنا اصدق إن أحمد يخطب جمعة ناشي ماهو هويسنا في الكلية خطب في المدرجات والمسيرات ، لكن يخطب واحده إزاي ، ده بيمشي في الكلية ضارب بوزه شبرين يزق الحيطة ، ومناخيره في السما تخرم السقف "

_______________________________________________________

عدنا ...

الجزء الثاني

صدقوني ، نفس الشعور الرائع ما زال معي الآن يخامرني

لم يفارقني كما فارقكم وفارقكن

لأن الخصم واحد

و الانتصار واحد

ولكن المواجهة مختلفة

فخصمي في الحالتين هو المجتمع وهو ليس عدوي الحقيقي ، ولكنه أداة عدوي ، عدوي الحقيقي هناك في فلسطين والعراق ، في أفغان والصومال ، ولكنه هنا قد رحل عنا منذ ما يقرب من سبعة عقود ، وقد ترك فينا ما إن تمسكنا به فلن نهتدي أبدا ، هذا المجتمع فاقد الهوية هو خصمي ، هو الذي يتلون بلون أعدائي ، ويحول بيني وبينهم .


أما الانتصار فهو واحد أيضا ، وهو فك حلقة من حلقات القيد الذي يقيدني به ذلك الجتمع ، ويحاول أن يأسرني به لأسير في ركابه إلى الهاوية السحيقة التي نتردى فيها الآن .


الفرق إذا هو في المواجه ، ففي يوم الجمعة كنت أواجه المجتمع بأفكاري ، أما في الخطوبة - بإذن الله - فأنا أواجه المجتمع بمشاعري


إذا المواجهة الأولى كانت بأفكاري ؛ أفكاري التي ارتضيت أن أضعها في اختبار قاس ، فعندما أبلغني أحد الزملاء - درعمي خطيب وخاطب - أنه يستسمحني في أن أحل مكانه في خطبة الجمعة لدواعي السفر ، وقفت مع نفسي ، وقلت لن أحضر لهذه الخطبة ، وسأقوم باختبار صعب لأفكاري ، لأفكار شاب عنده عشرين عاما قضى ردحا منها في المساجد يتنقل بين الخطباء وكلما داوم على خطيب أخذوه ، هل يستطيع فعلا أن يقدم شيئا من هذا الذي يملأ به أذنيه كل أسبوع ، فضلا عن عشرات الكتب التي يتشدق بأفكارها بين الزملاء والقرناء ، هل هو قادر فعلا على صياغتها في شكل جدي بالفعل يفيد به الناس ، ويؤثر فيهم ، قد أكون نجحت في الامتحان بتقديري الذي أحصل عليه في دراستي دائما ( جيد جدا ) وذلك هو سبب هذا الشعور الرائع الذي ذكرت .


أما المواجهة الثانية ، فهى المواجهة بمشاعري ؛ تلك المواجهة التي اعتبرها المجتمع الملتزم منه أكثر من غير الملتزم ، مواجهة خرقاء ، لا تناسب قضايا الأمة ، ولا تساير همومها ، ولا مقتضيات المرحلة .. إلخ .
ولكني أعتبر أن هذه الأفكار هي رد فعل طبيعي لما صنعه أعداء المجتمع الحقيقيون في ميدان المشاعر ، حيث استطاعوا أن يحولوها إلى فساد محض ، وإلى فسق وفجور واضحين في كل قصة ورواية مقروءة أو مسموعة ، أو مرئية .


فأصبح مجتمعنا الملتزم لا يرى أصلا أنه هناك حق في أن يكون هناك اثنين متحابين بينما رأى النبي الكريم من قبل غير ذلك " لم ير للمتحابين مثل النكاح "، إذا فهناك حب ثم نكاح اعترف به النبي ، كما أن هناك حب بعد نكاح ، ومواجهة المجتمع بهذا الحب وبتلك المشاعر لا بأن أصاحب فتاتي في الجامعة ، ولكن بأن أصبر ثلاث سنوات في الجامعة حتى أنال ما أريد في العام الرابع .
بأن أصبر عن تفريغ هذه المشاعر بشكل غير شرعي
وأن أصبر على سبل شرعنة هذه المشاعر عن طريق إثبات الذات وإيجاد عمل مناسب لإقناع الأهل بأهليتي لهذه الخطوة التي باتت وشيكة بإذن الله .


إذا مواجهة بالأفكار ، ومواجهة بالمشاعر ، مواجهة بالعقل ومواجهة بالقلب ، نحسبها كلها في سبيل إنقاذ هذه الأمة من الهاوية ، والإرتفاع بها في عليين ، قولوا : آمين ، ولا تنسوا أن تباركوا لي ، لأنني أخيرا ... خطبت .






هناك 11 تعليقًا:

أحمد بن شلبي تكعيب يقول...

أحمد ... من غير اطالة
جامد
طحن
وبدرجة
ارهابية
بس
اوعى
احسن
موضوع
الخطبة
ياكل عقلك ... الامر الذي يستدعي التقشف
واكيد انت فاهمني
:D

أكرم يعقوب يقول...

بجد الموضوع جامد آخر حاجة و دلوقتى شوفت و بوضوح كلمة الأخ اللى كان بيقول:أبو خليل بطبعه ثورجى على المجتمع مادام هذا من الشرع
بجد كالعادة يعنى احييك بشدة جداً و بقوة تفوقت على نفسك فى الكتابة
بس نفسى أوى أشوفك و انت بتخطب بجد نفسى أشوفك أويييييي ياااه مع إنى معرفكش أوى بس مش متخيلك بتخطب و يا ترى خطبت عن أييه
؟؟؟؟

عمرو المصري يقول...

المهم يعني متضحكش علينا

موضوع الخطبة كان عن ايييييييييييييييه
وانا عايز تفاصيل كاملة

احتمال تكون واجد من الارهابيين اللي بيقولوا للناس لازم تصلوا وتقروا قران وتتسكوا بدينكم وكده يعني


ولا داهية لا تكون من اعداء السامية ودعيت علي اليهود والصليبيين اقصد الامريكان وكده يعني

هاه ياعم قول بقي


انا كنت باهزر
اوعي تزعل


سلامي
من
ارض الحرب

أحمد أبو خليل يقول...

شاكر لكم

مروركم

تعليقكم

أما طلبكم

فسيتم تلبيته بإذن الله ،

ولكن أخشى أن يكون بعد حين لأنني قررت أن آخذإجازة وأذهب إلى زيارة الأهل في البلد ، فقرر الجهاز أيضا أن يأخذ إجازة أيضا بطريقته الخاصة
يعني الويندوز ضرب من الآخر
وادعولو يقوم بالسلامة

محمد النجار يقول...

سبحان الله

القدر هو الذى قادنى لهذه المدونة


وحينما رايت صورتك


تذكرت انى قابلتك من قبل


وسبحان الله كنت تخطب ايضا


وكانت اول مرة اراك فيها


كان ذلك فى نقابة المحامين


حين القيت خطاب التاسيس لجامعتنا


يومها تكلم شباب من جميع التيارات


وعندما سالتك


وانت الى اى تيار تنتمى


اجبتنى ضاحكا انا اسلامى مستقل


ما شاء الله مواضيعك شيقة وهادفة وان شاء الله لن تكون الزيارة الاخيرة

محمود يقول...

السلام عليكم
كيفك يا صديقي العزيز
مبارك عليك و اسأل الله سبحانه و تعالى ان يوفقك و ان يجعلك دائما للإسلام...
و عقبالنا نحصلك يا صديقنا العزيز...

أحمد أبو خليل يقول...

جزاكم الله خيرا يا بن السخاوي
وأدعوا الله لك بأن تكون من الخطباء
ومن الخاطبين أيضا
قريبا بإذن الله

Sanaa basha يقول...

طب مبروك
ولو أنى مش فاهمة،
ولو انى باحاول امشى ورا الكلام
بس واضح انها أعراض لكل المصابين بالدرعمة، ايأ ما كان .. كل سنة وانتم بخير

coysit يقول...

بدايةً حياكم الله

أنا لم أندهش كثيراً عندما قرأت و رأيت بعينى هذا الفارس البطل الرجل بورك فيك.
كل ما ينتابنى الآن هو أننى قد ضاق بى الحال و قد ضاعت الدنيا و ضاع الأمل و الآمال و لم أعد أنا أنا و لم تعد هى هى و لم يعد أى شئ كما هو, قلبى صار أطلالاً تقف عليها دموع عينى لتنشد الألم , يا ليت الزمان توقف عند طفولتى ,
يا ليتنى بقيت طفلة على الأقل لم أكن لأفكر فيما أفكر فيه الآن.
ما رأيته يا أخى فى مدوناتك و ما رأيته من تحركاتك زاد فرحى شجوناً, ببساطة أين نحن منك .
جوزيت عنا خيرا .
و السلام عليكم.

أحمد أبو خليل يقول...

سناء باشا

قديما قال أحدهم لأحدهم

لماذا تقول مالا يفهم

فرد عليه وقال

ولماذا لا تفهم ما يقال

الموضوع كله عبارة عن ربط خارجي وداخلى .. شكلى وموضوعى

أما الربط الشكلى فهو فى الفعل " خطبت " .. الذى يصلح للجمعة ويصلح للنساء

والربط الموضوعى هو مواجهة الشباب لهذين الموقفين في سن بكيرة كما وضحت

أما سبب الربط فهو فعل الأولى ( الخُطبة ) .. وإرادة الثانية ( الخِطبة ) .

_______________

أختى التى حرمتنا من التعرف عليها

كلماتك بها إطراء زائد على عندما تقرأين أن ( هذا ما يكون من ظاهرى ) ، وعندما تعلمين ما أعلم من أحوال لمن هم في سنى ولهم من الإنجاز أضعافى .

أما عن حلم الطفولة فهو حلم أزلى مع الإنسان .. ولكنى مقتنع بأن أسبابه لا تأتى من قلة الإنجاز .. أو من تقدم الزمان .. أو من الهروب من الأعباء

ولكن تأتى من فقد الإحساس بمن يحس بك .. الطفل يجد كل من حوله سعيدا ومهتما به .. الجميع طوع أمره ورهن إشارته .. عرائسه الصغيرة عالمه الخاص .. أبويه وإخوته هم خدمه وحشمه .. ومفتاح أوامره دمعة زاعقة على خده وخدها

لذا لا تحلمى بالطفولة كثيرا .. وسددى بصرك للأمومة أكثر كثيرا

غير معرف يقول...

لقد دهشت بالفعل كثيرا ليس مما قرأت بل مما وصلت أنت إليه كنت أعرف دوما أنه سيكون لك شأن كبير ولكن لم أكن أتوقع أن يكون سريعا هكذا ....أقصد بذلك ممن هم فى مثل عمرك فأنت أدري بهم وحتى من هم أكبر .....المهم إننى متأكدة بإذن الله أن تتحقق جميع أحلامك فأنت تستحق الافضل
وعلى فكرة تعليق طالبة الكلية اللى فى الفاصل كان هيكون رأيي بالضبط عشان إنت كنت كدة حتى من أيام إبتدائى
N