13‏/6‏/2008

الحادى .. والعشريــن


نسيمات صبح عليل تتلمس بصعوبة مسارات لها فى الغرفة الحارة ، تجول وتجول ثم تحط على قسمات وجهه الغائم نصفه فى طيات وسادة مكتنزة ، حملته رقتها المداعبة على أن يراوغ بأنفه المندس فى الوسادة قليلا ، ويترك حرارة دفئها إلى تلك النسمات المتوافدة ، قبل أن يقرر بفتح عينيه فما زال النوم لذيذا ، وما زالت أيديهم تصفق فى أذنيه طوال الليل ، لا يكاد ينقطع صوتها ، بل يزداد ويخبو ، وكلما أوشكوا على الانتهاء ابتدء آخرون ، وما زال النوم لذيذا ، وما زال التصفيق حادا ، لكن صوتا يتدخل بقوة ، يعرقل النسمات ، يباعد الصيحات ، يحاول أن يتسمع ، يزداد الصوت ، ويقترب ، ينقطع التصفيق تماما ، لكن سعادته لم تنقطع .

فلم يكد يتبين ذلك الصوت حتى عرفه ، قد كان ينتظره ، لم يعد فى حاجة إلى أن يقاوم أجفانه النعسى ، انفتحت شباكها ، كما لو قائد تفتح أمامه قسطنطينية الروم بعد عناد ، انفتحت كما لو أنها ترتاد أفق للحياة جديد ليس لها به عهد ، أخذ يبحث بنصف عين عن مصدر الصوت الذى كان قد انقطع لتوه ، فما لم تسفعه عيناه ، انطلق بيديه يعارك الوسادة .. وبقدميه ينفض الفراش ، حتى أصبح مرقده فى لحظة خال من كل ما عليه ، حتى هو نفسه وقع على الأرض من شدة المعركة .

وبعد أن هدأ غبارها بدت أرض المعركة خالية إلا من خاتم فضى صغير على حافة السرير يستقر خلفه الهاتف الصغير الذى ما إن وقعت عليه عيناه حتى انطلق صوت منبهه يخرق السكون من حوله ، فانطلق إليه يكممه : ها أنا قد صحوت .. صوت رسالتها يكفى لكى يوقظنى ، لست بحاجة إلى عشرين رنة ورنة كى أستيقظ هذا اليوم ، كنت أحتاجها قبل ذلك ، قد أحتاجها بعد ذلك ، لكننى لست فى حاجة إليها الآن ، ثم يضحك وكأنه يداعب طفله المدلل الصغير ، ويضغط على أزاراه بشده ، أنا فقط أحتاج أن أقرأ رسالتها .. الآن

الفراش ما زال خاليا ، غطاؤه فى الأرض ، وسادته فى الأرض ، يجلس أمام قائم السرير الأيمن الأمامى ، خلفه مكتبته الصغيرة التى تعتلى خزانة ملابسه ، تغص بعشرات من الكتب ، لا من كثرتها ، بل من ضيق المكان ، أمامه مكتبه الصغير تعلوه أكوام من الورق ، وهو جالس فى الظلام ذاهل عما حوله يقرأها .. يعيش معها ، كأنه يجلس فى وضح النهار ، قدماه تتدلى فى نهر ينحدر من بين الصخور ، يتثنى بين المروج والزهور ، نعم إنه يعش معها يتلمس صوتها الرخيم تغنى له :


في عامك الحادي والعشرين
يزداد خوفى .. يزداد حبى .. يزداد القلق

(خوفي !!! نعم )

خوفي اذا جاء المساء
وما أتيت مع القمر!

خوفي اذا جاء الخريف
وما رجعت مع المطر

خوفي إذا الشوق عربد داخلي
وبرغم اخفائي ظهر

خوفي اذا ما رحت ابحث عنك
ذات يوم .. ياحبيبي
ولم أجد لك من أثر

ترك الهاتف يغفو بين يديه ، حتى مال إلى قدميه ، واستقر على الأرض ، سرح بعينيه فى الظلام الذى بدأ يخف شيئا بشىء مع ضربات الضوء المتتابعة على شباك الغرفة الموصد ، أخذته نشوة عذبى : ها قد بلغت ذاك اليوم ، ها قد وجدت ما تمنيت فى هذا اليوم ، ها هى كلماتها تحيينى اليوم بعد اليوم ، ومن أول يوم أخذ حبنا درب الأمان ، من أول يوم عرف خاتمينا طريق أصبعينا ، ونحن نخلق من جديد وكأن عمرا بأكمله عشناه لم يكن إلا رحلة لهذه الأيام وتلك اللحظات ، لا أصدق نفسى أننى نجحت فى هذا ، لا أصدق أننى حققت ...

التقطه ثانية ، راح يعزف الحروف من صدى لحن رسالتها ، الذى ما زال يرن فى أذنيه :


حدوتُ عشرينا من السنين وجئتنى الحينا
فكأننى لست الحادى ولا هى العشرينا

لو علم الحادى أنك منتهاه .. لما أبطأ تلك السنينا ..

وسيظل الحادى يحدو العمر عشرينا بعد عشرينا
فى حبك وحدك .. لا تقلقى .. وإياك أن تخافينا


أرسلها سريعا ، وبعد أن اطمأن على الوصول ، وقبل أن يهم بالنهوض ، أحس بصوت غريب يعكر تلك السمفونية التى تترنم فى أذنه ، كذلك الصوت الذى كان يقطع سعادته فى نومه ، حاول أن يقضى عليه ، يفتح الرسالة ثانية ، يعاود قراءتها ، الصوت يفوح من بعض حروفها ، نعم هاهى : خ و ف ى ، ما هذا ، إنها تتكرر وكل سطر ، كل سطر ( خ و ف ) من الفراق .. ( خ و ف ) .. من الجفاء ( خ و ف ) .
يحاول أن يغالبها يحاول أن يبحث عن حروفه الأثيره : ح ب ، ع ش ق ، يجد صوتها مبحوحا وسط السطور ، قد ألبستها حروف الخوف سحابة الموت ، يهتز الهاتف فى يده ، يصخب الصوت فى أذنه ، يقرر بكل قوته النهوض هذه المرة ، يستند على قائم السرير ، تمسك يده برف المكتبة الصغير ، يتباعد جسده قليلا عن الأرض ، يهوى سريعا مرة أخرى إليها ، ينكسر الرف تهوى الكتب من الكتبة ، تتطاير الأوراق من المكتب ، تتلاطم على وجهه ورأسه ، وصوت اللحن قد صار حفيف أفاعى ، أو عواء ذئاب ، ورائحة الخوف فى كل مكان ، على كل الأسطر وفى كل الحروف ، يجد أوراقه ملوثة بالدماء ، ما هذا ؟ إن يده مجروحة ، جرحت عندما انكسر الرف منه ، يحاول أن يرفعها حتى لا تتلوث أوراقه أكثر من ذلك ، يحاول أن يتذكر كيف يتصرف لا يريد لتلك الدماء أن تلوث : كتبه ، أوراقه ، ثيابه ، خاتم إصبعه ... خاتم إصبعه ، أين هو لقد رآه الليلة مرة ، حين كان فوق السرير ، لم يره ثانية ، يقوم من فوره مذعورا ، يعتلى السرير ثانية ، ما زال فارغا ، هذه المرة ليس عليه أى شىء ، خال من كل شيء ، تروغ عيناه فى كل مكان يفتح الأنوار ، يستجيب لطرقات الضوء على الشباك ، يدور بقدمه ويقع مرة أخرى على الأرض ..

لكنه يفتح عيناه بصعوبة بعغد إغفائة لا يعرف زمنها ليجد كل شىء مكانه ، ينطفىء الضوء ثانية ، السرير يحوى الوسادة والفراش ونصف جسده ، المكتب عليه أكوام الورق ، المكتبة متخمة بالكتب ، الأرض خالية تماما ، ليس عليها أى شيء إلا نصف رأسه المنزرع فيها ، وفمه المفتوح من الكابوس المزعج .

يحاول أن يتلمس فى هدوء الحلم من الكابوس ، الحقيقة من الخيال ، يستعيد هدوءه ، ويتمدد على السرير ، ما زالت رائحة الخوف تملأ المكان ، ينظر بروية فإذا كل شيء فى مكانه تماما ، ببطء يتحسس يده ، تلمس أصابعه ، واحدا تلو الآخر ، بلا جدوى لا يجده ، لا يجد بها خاتم من فضة ، ولا حتى من حديد ، ينتشر الدمع فى عينيه ، ييبس الدم فى عروقه ، تعترى رعشة الخوف جميع جسده .

يرن صوت منبه الهاتف ، يدعه يرن ويرن ، يدعه يرن رنته الحادية والعشرين ، فلا وصل صوت رسالة يوقظه ، ولن يصل ، لن يصل .

رائحة الخوف ما زالت أيضا فى المكان حتى بعد أن فاق من الحلم ، لكنها لم تعد رائحة الخوف من الفراق .. رائحة الخوف من الفراق حبيبتى ، أضحت خوفا من تأخر اللقاء ، خوفا من عدم القاء ، خوفا من استحالة اللقاء ، وحروف الحب الشاحبة تتأبى عليها سحب السماوات أن تمطرا ، ماذا سيقول لو كتب لها سيقول :

لا تخافى بعد الآن ، ولا قبل الآن ، لا تخافى أن يهل قمر ولا آتى معه ، لا تخافى أن يأتى مطر خريف ولست معه ، لا قمرا يهل ، ولا خريف يأتى ، لأنه لا شمسا طلعت ، ولا ربيع أورق ، كل شىء جامد لا يمر .

لن يبعث لها رسالة فى هذا اليوم ، لن تبعث له رسالة فى هذا اليوم ، لن يكون سوى يوم كأى يوم ، كل ما هنالك أن صفته ستتغير من قاصر ، إلى رجل رشيد .. وطالما لم أرض بالأولى منهم فى حياتى ، فهل أفخر بالأخرى منهم أيضا ، شكرا أيتها الدولة التى يحيا فيها الفتى القاصر والرجل الرشيد سويا فى كبد .

يسكن الكون من حوله لحظة ، وتشق " الله أكبر " السكون بكل قوة ، وتذعن كل ذرات جسده للنداء ، يقوم بتؤدة يمر على صورته من تحت زجاج المكتب يوم أن كان حاد فقط بلا عشرينا ، يوم أن كان لا يُحرم حبا من عينى أمه ، ولا عطفا من يد والده ، ومع ذلك يقذف بإصبعه فى النار كثائر على طبيعة كل طفل يخشى النار ، منذ أن كان حاديا فقط ، علم أن عشرينه سوف يملؤها كلها حبا وثورة ، هو لم يضن عليها بثورة ، فلم تضن عليه اليوم بحب ، لا يعلم .

بجانب الصورة أوراق على مكتبه ، تذكره التصفيق الحاد الذى خالط أذنه طوال الليل ، ها هى إنجازاته ، حبر على ورق ، يطرب لها الناس أحيانا ، يعجب بها البعض أحيانا ، لكنها فى أغلب الأحيان لا تنتزع منهم سوى ما لا يكلفهم شيئا ، ولا يغير من حركة سيرهم فى سواقيهم شيئا ، لا تنتزع منهم سوى التصفيق ، ما فى الحياة إذن يستحق هذا الإجحاف ، ما فيها حب لعاشق ، ولا فيها من منطق لعاقل ، من فيها لا يحس بمشاعرك ، ولا يقتنع بمنطقك ، ففيم الحياة ، وفيم المما .. وقبل أن يتم كان المؤذن قد صدح بها عالية " لا إله إلا الله " .

هناك 23 تعليقًا:

AbdElRaHmaN Ayyash يقول...

:) مبدع و الله يا سيدي
يعني الكلمات رائعة
للغاية
أتمنى أن تكون بخير

أحمد أبو خليل يقول...

بوركت يا عياش

أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم دائما

وأن تكون أعمالى بقدر الروعة -التى تدعيها - فى كلماتى .

نــعــمــه أحــمــد يقول...

السلام عليك ابا القسام

كل عام وانت الى الله اقرب وعلى طاعته ادوم

اتمنى لك عاما مليئا بالنجاح والسعادة

وأن تحقق فيه مالم تحققه فى العشرين الماضيه

وكن على يقين أن الله سيجعله عاما
ليس كأى عام

وأنا على يقين أن ابا القسام
لم ينكسر ولن ينكسر يوما
وإلا لما كان أبا القسام الذى عرفناه


تحياتى من اخت درعمية ( بدون الــ)

شــــمـس الديـن يقول...

كل 21 سنة و انت بخير :)

و لكن لماذا المح شبه نظرة عدم اكتراث في نهايدةا لتدوينة ؟؟؟
لا ادري

اهنأ ب عيدك الحادي و العشرين و احمد الله انك انجزت فيهم الكثير و ماذال ينتظرك اكثر كي تنجزة ... احمد الله انك تخرجت من الكلية و لك تبلغ من العمر عتيا كمان هو الحال مع الاغلب و تذكر ان تستفيد من هذه النقطة جيدا و ان تستثمر في نفسك جيدا حتي تستطيع ان تكمل المشوار في طريقك المميز

اجعلها وقفة فاصلة انظر لما فعلت و ما تريد ان تفعل و ان شاء الله سوف تحقق و تنال ما تريد و اكثر :)

Moslma-N يقول...

السلام عليكم
دائما ما تلمس كتاباتك شيئا فى قلوبنا و عقولنا و لا ادرى هل لانك تكتب ما نريد احيانا ام انك تكتب ما نرى فى كثير من الاحيان فى انفسنا او فى غيرنا و لكن لا نريد ان نراه كى نعيش فى واقع جميل من احلامنا كحلمك الاول هذا الذى انطلق بنا الى عالم من المشاعر الجميلة نقلتها هاتين الرسالتين و لكن سرعان ما اسقطنا على الارض كى نستيقظ نحن ابضا و لا ادرى ان كنا استيقظنا من خوفنا على ان يستمر هذا الحلم ام استيقظنا لانه واجب علينا الاستيقاظ
و ان كنت ارى ان الاستيقاظ من حلم فى خيالنا اهون بكثير من الاستيقاظ من حلم على ارض الواقع و لم نكن ندرى انه حلم او وهم حتى اسيقظنا منه
و فى كلا الحالتين ما يخفف الامر " لا اله الا الله " التى تشعرنا بالطمأنينه و الثقة
هناك سعادة كما قلت "لكن سعادته لم تنقطع " سعادة تمثل الرضا الداخلى عما انجزناه و ان كنا نريد المزيد من الانجاز و لكن هذا المزيد ياتى بتوكلنا على الله و التخطيط و لكن ما يعكر او يقطع هذه السعادة هو احساسنا او العيش مع مشكلة و ازمة و ليس عجيبا ان اقرأ تلك الكلمات فى مناسبة كهذه لاننى اقرأها من شخص تكلم عن مشكلة و مازال يتكلم و يحاول حلها أو اقناع الاخرين بها , فتلك المشكلة تمثل ازمة مجتمع
شكرا أيتها الدولة التى يحيا فيها الفتى القاصر والرجل الرشيد سويا فى كبد .

ارى فى هذه التدوينة كلمات رائعة كما قال عبد الرحمن
و لمحة شجن على الجانب العاطفى و التى تمثل ازمة مجتمع
و شعرت ان هناك سعادة على مستوى الانجاز متمثلة فى هذا التصفيق الحاد و ان كان
لا يغير من حركة سيرهم فى سواقيهم شيئا
و لكن تأتى "لا اله الا الله " بقوة تجدد الثقة و الامل

اعتذر عن طول التعليق و اتمنى ان تحقق ما تريده ان شاء الله فى العام القادم و ان يكون اكثر انجازا على جميع المستويات و ان تشاركك فيه
الزوجة الصالحة ان شاء الله

أحمد أبو خليل يقول...

أختى نعمة

بوركت ، وبُلغت العشرين والواحد والعشرين بكل خير .

ولكن قد يكون هناك من الأهداف ( غير المزمنة ) التى يمكن أن تتحقق العام القادم إن لم تتحقق فى الفائت .

لكنك لو تابعت القصة جيدا ، فإن الهدف الضائع - هذا - لن يتحقق أبدا ، لأنه مزمن ..

ولذا أنا فعلا انكسرت ، ولكنه كسر أو جرح لا أستحى منه ، إنه جرح فى أرض المعركة ، أفخر به .


__________________________


الطبيبة شمس

خاتمة القصة هى خاتمة اضطرارية ، لك الحق فى هذا ، لكن صدقينى الخاتمة البديلة لم تكن إلا قفزة من نافذة الغرفة المظلمة ، التى لا يجد فيها خاتمه ، ولا رسائل حبيبته .. التى لا يسمع فيها غير صوت تصفيق لا يغنى عن نفسه شيئا .

أما بالنسبة للإنجازات هنا وفيما بعد ، فأعود وأقول ، إن النصر فى المعركة القادمة قد يغير من وضعك مستقبلا ، لكنه قطعا لن يغير نتيجة المعركة الفائتة ولا تاريخها ، الذى فيه .. انهزمت .


مشكورتان على التهنئة .. وأسعد الله أيامكما بكل نصر .

أحمد أبو خليل يقول...

تحرمينى دائما من أن أحييك باسمك أيتها ( المسلمة ) ، لكن ذلك لا يمنعنى من أن أرد لك بتحية خاصة جدا .

كونك لم تهنئينى .. كونك عرفتى ما الذى أريد .. كونك شعرت - كما فى كل مرة - بما أرنو إليه تحديدا ، كل هذا يحثنى على هذه التحية الصادقة ، التى ليس لدى غيرها من كلمات ، لأن كل حرفا كتبت هو ما أريد أن أقوله فعلا ، فليس لدى من احتراز على أى من كلامك .

بل أجد نفسى داعيا كل قارئ لهذه القصة أن يقرأ - لا أقول تعليقك ، بل نقدك الواعى ، كى يساير النص فكرة ومضمونا .

لا حرمنى الله من كلماتك ،
متمنيا مثلك أن يكون العام القادم خير لى ولك .

Moustafa` يقول...

فظيييييييييييييييييييييييع
كعمل أدبي
ينقصك فقط براعه الإستهلال وشد القارئ
لكن ما ان أبحرت بداخلها
يخربيت جمال التصوير
بجد تاخد 8.7
ربنا يزيدك من نوره
سلام

اسامة يس يقول...

يا الله...

احمد الذي يكتب من داخله.. فيطبع المداد دفئاً على ورق لا يجف نداه...

مضت اعوام على الطفل الصغير حتى بلغ رشده القانوني.. وجاء الحلم او الكابوس او المزيج ليذكره .. بأن الحب سيفارقه.. وان العشق .. سينهار.. جاء الحلم لا ليصنع له مستقبلاً ثائرا او هادئاً .. جاء كنذير لا كبشير...
ولا يترك الكاتب لنا نصاً الا ووضع فيه روح من ثورته الداخليه على الوضع القائم...
ويصدع المؤذن بأن لا اله الا الله..

الرائع ... احمد
قلم يملك شجن ودفئ .. ويملك ادواته...
دمت بكل ود...
خالص تحياتي...

أحمد أبو خليل يقول...

s@gi

كما أنها المرة الأولى لزيارتك ، أتمنى أن أجدك دائما مرارا .

وكعمل أدبى أقدر أن البداية غير جاذبة ، ولكنها مناسبة لهدف القصة ، وسير أحداثها المعتمدة على الاسترخاء ، والعزف الهادىء مدة طويلة من بداية القصة حتى ترتفع دراماتيكية الأداء فى وسط القصة ، وعبر قراءة جزء من الأحداث الهادئة الفائتة .

وأعتذر إن كنت أكتب بطريقة غير انفصالية عن القصص السابقة ، حيث أفضل على وصف قصصى بالقصيرة ، أن تنعت بالذاتية ، فهى قصص ذاتية ، ولا تحتاج هذه القصة - مثلا - أكثر من معرفة القارىء بأن قصتى السابقة تقول بأننى لم ولن أخطب فعلا عن قريب ، لينجذب فورا إلى طريقة العزف الرومانسى الذى يخالف حقيقة عرفها مسبقا عن القارىء ، وينقاد طواعية مع النص لمعرفة السر .

__________________________

الرائع أسامة

إطارؤكم شرف لا يسع مثلى ، فلتتقبلوا محاولاتى الضعيفة فى أن أكون نقطة من بحركم القصصى .

خالص امتنانى لقرائتكم أعمالى ..
ودائما .. يمتع الله بك

غير معرف يقول...

إلى الفارس البطل هكذا سميتك فى تعليقى من قبل . و هذا تعليقى الثانى . ألمح فى هذه التدوينة إبداع لكنه يزينه تلك المشاعر الحائرة التى أكاد أجزم أنها تغمر قلب كل شبابنا الآن و لا أعلم حتى الحين أين الحل لعلاج تلك المشاعر الحائرة ؟
أخى لقد حباك الله نعماً كثيرة و لم يعطيها لكثير منا , يكفى أنك تفصح عما بداخلك و ترى من يسمعك بل ومن يشاركك , فى حين أن هناك من أصبح الباقى على وقت إنفجاره القليل القليل .
أخى ثق تماماً أنك انتصرت حينما حققت ما تريده و انتصرت حينما فكرت لمجرد التفكير فيما لم تحققه و ستنتصر و سأنتظر رؤية هذا الإنتصار فيما أنت خائف من عدم تحقيقه .
و فى النهاية أحب أن أقول لك أنى تعلمت الكثير منك و أهم ما تعلمت أنه لا يوجد شئ فى هذه الحياة صعب المنال .
أتمنى لك حياة سعيدة يغمرها إشباع عاطفى .

alqassam يقول...

حينما يخرج الكلام من القلب يصل للقلب حتما وهكذا رايت فى هذا البوست فكل عام وانت بخير ....ويارب يكون الحادى والعشرون انطلاقة قويه للبيارق

أحمد أبو خليل يقول...

يحتاج الفارس البطل - الذى تدعين - إلى أن يكون عاشق بطل أيضا ، كى تكتمل صفات البطولة .

وكما أن الفروسية لا تُختبر إلا فى الميدان ، فإن الحب لا يدور فى غير فلك ، ولا يحلق بغير جناح ، ولا يغرد بلا لسان ، وهذا ما أنشده ، ولا أجد غير صوتى وصداه .

ولكنى أجد فى كلامكم العزاء عن هذا الفقد ، فهو بعض النصر إن لم يكن النصر كاملا ، وما دمت لم أنثنى عن الفكرة حتى وإن لم أحقق المرحلة الأولى فيها ، فإن النصر يبقى كامنا فى عدم رجوعى خطوة واحدة للوراء ، وفى تقدم الخطو ممن حولى .

أما حديث المواهب فإنها مكنونة فى بنى البشر على قدر سواء ، لا تزيد فى شخص إلا لتكون محفزا وداعيا لأن يخرجها الله من الآخرين على يديه ، وهكذا يكون المصلحون والمبدعون الحقيقيون مفتاح السر لتفجر الطاقات من حولهم ، وإلا لما كان اختصاص الله سبحانه وتعالى بإخراج هذا الطاقات قبل غيرهم من حكمة ، خاصة وأن طاقاتهم ما كانت لتخرج إلا على أيدى أناس قبلهم استفزوهم بمواهبهم أيضا ، وهلم جرا .

أتمنى لك أيضا ما تمنيت لى ، وأدع الله أن يؤلف بين القلوب فإنها مناط إصلاح هذا الأمر ومناله .

_______________________

القسام ..

ما قلته صحيحا ، وأتمنى أن يكون وصل على الحقيقة ، غير أنى أطمع فى أن تستبدل بكلمة " بوست " كلمة " تدوينة / إدراج / قصة " ، أيا يكن ، وكن دائما معتزا بلغتك ، التى لا يعوزها شىء من ألسن الآخرين .

جزاك الله عنا خيرا بأفلامك القسامية .

عمرو المصري يقول...

منذ واحد وعشرين عاما وانت تمشي الي الله
يقول ابن مسعود
والله ماندمت علي شئ ندمي علي يوم قل فيه اجلي ولم يزد فيه عملي
كل عام وانت الي الله اقرب وعلي طاعته ادوم
زادك الله دينا وخلقا وعلما كلما زادك عمرا
وجزاك الله خيرا




=======================
=======================
========================

الي من اشتاق الي مدينة الرشيد ويريد ان يري الوجه الاخر لبغداد تابعونا الان في

حتي لا ننسي ......

فقط
علي
ارض الحرب

عمرو المصري يقول...

أوغادين
أيوب غوليتش
مصطفي ميجوكوفيتش
ناصر أوريتش
محمد العطلة

هؤلاء وغيرهم الكثيرين
ربما لم تسمع عنهم من قبل وربما سمعت وربما لن تسمع أصلا
فتلك هي العادة عندنا أن ننسي أولئك الذين يرحلون في صمت

ان جذبتك الاسماء وأردت التعرف علي أصحابها هم وغيرهم
تابعونا الآن
في حلقات

المنسيون

فقط
علي
أرض الحرب

Beram ElMasry يقول...

ابنى

هذا من واقع فارق السن بيننا ـ يسعدنى ان اقول انى حديث عهد بعالم المدونات ولا اخفى سرا ان قلت انى صدمت بما قرات من افكار سطحية وتعابير عقيمة الى ان قرات تعليقك فى مدونة وميض مما دفعنى للدخول فى مدونتك البيارق وفراءت عملك ( الحادوالعشرون ) فالصور جميلة والاسوب رشيق رغم انى لم قراءة العمل ولى ملاحظة اولية ، اولا يجب ان لا نقحم صورا فى العمل لمجرد انها جميلة وما وجه الشبه بينك وبين فاتح القسطنطينية وانت النائم وحذف هذه الجملة لايفسد السياق .
ثانيا. قدماك لا ينفضان الفراش بل ينفضان الغطاء والى لقاء

أحمد أبو خليل يقول...

بيرم المصرى

شكرا على التواضع والقراءة للمبتدء مثلى .

وبالنسبة لملحوظتيك فإنى قد أتقبل الثانية ، أما الأولى فلا ، وذلك لسببين :

الأول : أن الصورة تحاول رسم لحظة انتفاح العين من النوم ، حيث يستيقظ العقل أولا ثم يقرر أن تنفتح العين ، وهذا القرار قد يصدر عشرات المرات بلا جدوى ، إلا أن يتذكر العقل جدوى مهمة من الاستيقاظ فيقرر فتح العين مباشرة

الثانى : أن المقارنة بين هذا الفتح ( فتح العين ) المعتاد اليومى ، وفتح القسطنطينية يجعل القارىء أمام العديد من المفارقات ، كما حدث لك ، وأظن أن سياق أعمالى كلها ترتكز على ذلك خاصة العمل الذى يعتبر الجزء الاول لهذه القصة ، وهو " عندى عشرون " والذى جاء فى أول تدوينة على هذه المدونة

لا حرمنا الله من رأيك ونقدك .. دمت بود

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
Hosam Yahia حسام يحيى يقول...

متفق والله مع عياش يااستاذنا بجد رااااااائع

دمت مبدعا

_نفسى اتعرف عليك قابلتك مرتين مره فى حفل توقيع الكتاب طبعا حضرتك كنت مشغول ومره تانيه فى القافله مكنتش مشغول بس انا اللى كنت مكسوف _

:d

انا ضفت مدونه حضرتك للمفضله

مطالب العلا يقول...

السلام عليكم رجل هذا الزمان
أردت كثيرا أن أعلق على هذه المدونة ولكننى اثرت أن اعلق فى يوم ميلادكما ولكننى تاخرت ايضا فاجلت التدوين الى يوم ميلادى انا ولكنى تاخرت ايضافارجوالمعذرة
اولا ساكتفى بتعليق(المسلمة ) على تدوينةالحادى والعشرون
ثانيا طبعا انت تعلم الوقع الذى يتحدث عنه ابن حزم فى طوق الحمامة فانا ارى ان ذلك الوقع يحدث فى كل شئ وبناء على ذلك فقد حدث لى ذلك الوقع مع هذه المدونة فهى احب المدونات الى قلبى فقد تعلمنا منهاالوطنية والحب والعزة وكيف نسعى لنكون بيرقا فى تلك الظلمة التى نعيش بها وتعلمنا منها كيف نكون اداباء نكتب قصة نعبر بها عما يدور بداخلنا وكيف نتذوق شعرا
اما تدوينة عندى عشرون فهى فى راى افضل ما كتبت على الاطلاق فانا اسمتد منها طاقتى كلما شعرت بالكسل ذهبت اليها لكى تمدنى بالطاقة
ثالثا لقد امتعتنا بمدوناتك وبموضوعاتك فكل شئ يدور ببالنا نجده فى مدوناتك فانت تعبر عن الثوة تارة وعن الحب تارة اخرى وعن العظماء ونجد كل مايدور حولنا فى مدوناتك
فانت اخى مثال للمدون والصحفى الجيد
كل عام ونحن طيبين
كل عام ونحن بعزة
كل عام ونحن فى سبيل الله نحيا

أحمد أبو خليل يقول...

شكرا يا حسام على الإطراء ، وإن كنت أحب مناقشة الأفكار - فى التعليقات - عن تنميق عبارات الإعجاب والثناء .

وعموما أنا شخص عادى جدا ، ولا تغرنك كتاباتى ، لن أسمح لك فى المرة القادمة أن تذهب دون أن أتعرف عليك .

دمت بود

أحمد أبو خليل يقول...

أخيرا علا

لم يكن تأخرك عن التعليق كله عبثا ، لم أدرك هذا حتى قرأته .. فى وقته .

تأتى كلماتك لتنفض بعض الغبار المتطاير على هذه المدونة ، فبعد " الحادى والعشرين " لم يعد قلمى يشعر برواء الحبر فى عروقه ، لم تعد ورقتى تشعر بدفء الأحرف على أسطرها ، لم يعد للكلمات بريقها ، ولكنى الآن اكتشف أو بالأحرى أتذكر ، أن كتاباتى لم تعد بعد متربطة بى ، ليست فقط تعبير عنى ، أو كتابة لى ، إنها أصبحت منكم ولكم .

لم تعد تمتعنى الكلمات التى كتبت فى هذه المدونة أكثر مما تمتعنى التعليقات ، أصبحت أدخل على التدوينة وأقرأها من التعليقات لا من أصل الرسالة ، ممكن لأن الكلمات تذكرنى بالألم ، وتحرمنى رويدا من رؤية الأمل .

على كلٍ .. سعيد برؤية صقرك .. لا أخفض الله له جناحا .

فتاة غير عادية يقول...

من أول ما قرأت لك وشدتني كتاباتك فعلا وأصبحت مدوناتك لازم اقرأ فيها حاجة كل يوم

فعلا "الحادي والعشرون" عجبتني اوي وعبرت في أشياء كثيرة عني وعنك وعن ناس كتير رغم ايلامها الشديد ولكنها تعبر عن الحلم الذي كثيرا ما يموت وهو مازال جنين ينبض بعد, حلم جميل يبدأ كالطفل الذي يتغذي في رحم أمه ويكبر ويكبر ويتوغل في كل ذرة فينا , ثم ما يكون منا بعد ذلك الا ان نقطتع جزءا منا نرميه علي جانب الطريق ونكمل سيرنا

لكن لا تخف ولا تقلق مازال هناك أمل مادمنا أحياء فلم بالذات العام الحادي والعشرين ؟
وان لم يرزقك الله بنصفك الثاني في العام الحادي والعشرين ان شاء الله سيكون في وقت لاحق يخفي الله لك ما لا يخطر ببالك من النعم
النهاية عجبتني جدا وأراها مناسبة جدا للموضوع وتبعث في النهاية الأمل والسبب في الثبات والعزم في الطريق
وصورت شئ واقعي جدا في حياة اي شاب او فتاه اعتقد في الزحام الشديد حولهم ورغم ذلك فهم وحيدين
لم اربط بين ذلك وبين الزوج او الزوجة ولكن كنت اربطه بمجرد وجود شخص يفهمك سواء زوج او اخ او اخت او صديقة
ومعك حق ربما يكون هو النصف الذي تكتمل به الحياة ولكن ان كان يفهم الطرف الاخر
فأحيانا يكون هذا الشخص هو مصدر كل ألم الطرف الاخر
أعجبني كثيييرا ربطك بين الحب والثورة
الثورة هي رحم الحب ... لا أعلم
ولكنها احدثت فيّ شيئا ما
اشعر بانهم مرتبطين بطريقة ما
رزقك الله بزوجتك التي تسعدك وتسعدها في الدنيا والاخرة
واسفة عالاطالة