6‏/5‏/2008

للحب أنظـِّر


كأى مراهق مصرى اقتحمت بكارة مشاعره أفلام نادية لطفى وعبد الحليم حافظ ، ورشدى أباظة وسعاد حسنى ، وإن كان لا يراها فى بيته إلا خلسة ، فهى فى كل مكان مبذولة غير بعيدة عنه ، تتجدد القصة فى كل رواية وفى كل فيلم ، وما مظاهر جدتها إلا تبدل الأسماء .

كأى تلميذ إعدادى وثانوى هتكت أستار سمعه أغانى عمر دياب وإيهاب توفيق يسمعها يوميا - على الأقل فى كل مواصلة تقله من أو إلى المدرسة ، وهى أغان لا يزيد معجمها الشعرى فى أكثر من جيل على كلمات معدودة تدور حول ( حب - عشق - غرام - وتعالى - وحشنى ) !


كأى مسلم ملتزم نشأ فى بيئة ( سلفية كانت أو إخوانية ) تكتفى بالدفاع بدلا من الهجوم ، وبالتحذير من المحظور ومنعه ، بدلا من خلق المرغوب وندبه ، ولا تقاوم كل هذا ( المرئى والمسموع من المراهق ) إلا بأن غض البصر مطلوب ، وبأن الحب ممنوع ، إن لم يكن حراما فى أحد القولين ، أو ليس له وجود ، ومحض أكاذيب و( قلة أدب ) على أسوء الافتراضات .

بهذه الازدواجية نشأت كأى شاب مسلم ملتزم مصرى ، أنطلق - مما لقنت به عن تلك المشاعر - بين زملائى واعظا فيهم أنكم قوم تجهلون ، وأن الحب الحقيقى هو حب الله ، وحب رسوله ، وحب إخوتك فى الله ، و.. وفقط ، ثم يصيح ساخر : وحب الزوجة يا شيخ ، فاتحشم مجيبا ، بالطبع عندما يكون لك زوجة .



وكان التبرير الأول والأخير بصناعة الحب الشيطانية هى النظرة المحرمة ، هى التطلع على مفاتن إن سترت ، فلن يكون هناك من تحبها ، لأنك ببساطة لاتحب ، بل تشتهى ، إلى أن جاء الوقت الذى انتابنى فيه ما رآه الفتى المراهق فى أفلام السينما المصرية من غير أن أخرج عن طريق الفتى الملتزم ، وهنا حدثت الأزمة ، وهنا تبدأ الحكاية منذ أربع سنوات تقريبا ، ولا تنتهى - مرحليا - إلا فى هذه الأيام ، إذ أنهى فترتى الجامعية ، حاصدا نبت البذرة الأولى التى دسستها على وجل فى التراب قبيل امتحانات الثانوية العامة ، وأنا الآن أراها نبتة يانعة صالحة ، لا أخجل منها ، وإن لم تكن أثمرت بعد .




قريبا ..

نظرية فى الحب ..

لا تعبر إلا عن صاحبها ..

ولكنها قد تصلح للمئات من أمثاله ..

وعلك تكون منهم ..
انتظرونا ...



وحتى لا تنتظروا طويلا ..
يمكنكم أن تقرأوا هذا حتى أعود

هناك 3 تعليقات:

شــــمـس الديـن يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

اتفهم تماما ما تقول اخي الفاضل الكريم ... و اسمح لي ان اعلق علي هذا الامر الشائك

اعتقد ان سياسة المنع افضل من سياسة الاباحة ...لسبب , لان اغلب العوامل تساعج علي فساد الذوق و الانسان في مرحلة متقدمة من عمرة

سوف اتحدث عن تجربتي الشخصية , فلقد كنا اسرة ليست ملتزمة بالمعني المفهوم و لكن تربينا علي الاخلاق و القيم و لكن هذا لم يمنعنا من الانفتاح علي العالم الخارجي الغير ملتزم ...

كنت اري اناس تضيع بكارة قلوبهم في سن صغيرة جدا و حقا صدقني اخي الكريم القلب المستهلك لا يكون مثل القلب الذي ادخر نفسة للسن المناسب للحب

لانني ما اعرفه هو ان الحب لابن ان يؤدي ا لي الزواج ... فما معني كل هذه العلاقات الغير مفهومة و التي تنشأ منذ بداية دخول المراهقين للمرحلة الاعدادية ؟؟؟

و الظريف ان الامر لا يقتصر علي ذلك و لكن ظهر مفهوم لم افهمة الا اخيرا و هو ان هناك ناس بتصاحب فقط من اجل الصحوبية لان مينفعش حد يقعد فاضي كدا من غير حب ...طبعا دا مش حب ولا يحزنون و لكن دا سفه

اعتقد ان ما ينتشر في اواسط الملتزمين اخلاقيا هو ما يمثل الرمق الاخير لوجود حب حقيقي نقي خالي من الشوائب و خالص من عوامل التلويث النفسي التي تصيب المرء من تكرار هذا الامر و فشله


هنيئا لك بقلبك ...و بانتظارك للوقت السليم لخروج مثل هذه المشاعر التي حتما سوف تجلب لك الخير ... و سوف تعلمك ايضا و تعطيك خبرة ان المنع المطلق دون تبرير ليس في محلة و يوف تعطيك قدرة علي التعامل العاقل مع ابنائك ان شاء الله

اتمني لك كل الخير :)

محمد يقول...

سبحان الله !!

عبرت عن حال الكثير منا بكلماتك الصادقة .. صدقا لم أحكم عليها بالصدق من فراغ .. فأنا تربيت في هذا البيت الذي تتحدث عنه ..

الجهاز الذي يعرض نادية لطفي وعبدالحليم عرفت بعد ذلك أن اسمه تلفاز لم يدخل بيتنا طوال فترة طفولتي ومراهقتي

إذا قررت الحديث .. فتأكد أنك ستجد من يستمع لتجربتك :)

محمد عبد الغفار يقول...

ربنا يطرح لك فيها البركه